يشعر الكثيرون بالذنب عند تناول كميات زائدة من الطعام في فترات ما أو خلال موسم العطلات والإجازات.
بعد تناول الطعام، يحتاج الدماغ إلى ما يصل إلى 20 دقيقة لتسجيل مستوى الإشباع الذي وصل إليه الجسم، وهذا يعني أن التخمة تحدث في المعدة عن دون قصد أو وعي. لكن أحياناً، قد يتخذ الشخص قراراً واعياً بالإفراط في الأكل في بعض المناسبات الخاصة.
هل هناك عوامل تسبب الإفراط في الأكل؟
نعم، هناك عدة أسباب تدفع إلى الإفراط في الأكل، يرتبط بعضها بأوقات محددة من السنة، مثل رمضان ومواسم الأعياد والإجازات، التي تتجلى خلالها الكثير من المشاعر التي تشجع على المبالغة في استهلاك الطعام والتخلي عن مراقبة كميات الأكل ونوعيته.
من الأسباب التي تدفع إلى الإفراط في الطعام ما يلي:
- كثرة الطعام: يعد الطعام عنصراً مهماً في الكثير من المناسبات والاحتفالات على مدار العام، وغالباً ما يتم تقديمه على شكل بوفيه غني بالعديد من الأنواع والأشكال التي تتوفر بكميات وفيرة. وعند مواجهة إغراءات الطعام بهذا الشكل، يصبح من الصعب السيطرة على الذات وينتهي الأمر بتناول كميات أكبر من المعتاد.
- العلاقات الاجتماعية: ينجم عنها كثرة الحالات التي يتم فيها تناول الطعام خارج المنزل. كذلك تتسم مواسم الأعياد عادة بكثرة اللقاءات مع العائلة والأصدقاء والزملاء واستهلاك المزيد من الطعام وتناول الأطعمة والمشروبات الغنية بالسكر والسعرات الحرارية.
- الضغط النفسي: عند التعرض للضغط النفسي ينتج الجسم الكورتيزول الذي يزيد الشهية ويؤدي إلى الإفراط في تناول الطعام. إضافة إلى ذلك، يزيد الكورتيزول من الرغبة في تناول الأطعمة الغنية بالسكر والدهون التي قد تسد الجوع ولكنها لا تنطوي على فائدة غذائية كبيرة.
- الملل: قد يؤدي الملل إلى زيادة الإقبال على تناول الطعام كوسيلة للتخلص من الملل والأفكار والمشاعر المزعجة. ويمكن أن يتحول الأكل خلال فترات الضجر والملل إلى عادة، إذ يجد المرء أن تناول وجبة خفيفة من إحدى خزائن المطبخ أسهل بكثير من البحث عن نشاط أو عمل يشغل التفكير ويحارب الملل.
ما هي النتائج السلبية للإفراط في تناول الطعام؟
يؤثر الإفراط في الأكل على الصحة بطرق مختلفة، إذ يمكن أن يكون تأثيره قصير الأجل، لكن الاستمرار بهذه الممارسة يولد آثاراً طويلة الأمد على الصحة.
- الشعور بالانزعاج: عندما تمتلئ المعدة تستمر بالتوسع لاحتواء الطعام الإضافي، وهذا ما يسبب الضغط على الأعضاء المحيطة بها ويولد لدى الشخص الشعور بالانزعاج وعدم الراحة.
- الخمول: عند الإفراط في تناول الطعام، تتباطأ حركة الجسم ويصبح التركيز منصباً على عملية الهضم. وكذلك مع ارتفاع مستويات السكر ترتفع مستويات الميلاتونين والسيروتونين، ما يسبب الشعور بالنعاس والخمول.
- حرقة المعدة: تتضمن عملية الهضم إنتاج الجسم للحمض، وعندما تكون المعدة ممتلئة جداً، يمكن أن يخرج هذا الحمض إلى المريء ويسبب حرقة المعدة.
- الأرق: يؤدي تناول الكثير من الطعام في وقت متأخر من اليوم إلى اضطراب النوم أثناء الليل، حيث تسبب تخمة المعدة شعوراً بالانزعاج وعدم الارتياح خلال تركيز الجسم على الهضم أكثر من النوم.
- انتفاخ البطن والتجشؤ: قد تنجم تخمة المعدة عن زيادة كمية الغازات الناجمة عن الإفراط في الطعام، ويساعد التجشؤ والتخلص من هذه الغازات في الحد من أي إزعاج ناجم عنها.
- الغثيان والتقيؤ: يسبب تراكم الطعام في المعدة والجهاز الهضمي الشعور بالغثيان والرغبة بالتقيؤ.
- زيادة الوزن: يؤدي الإفراط المتكرر بالطعام إلى زيادة الوزن، حيث يبدأ الجسم بتخزين السعرات الحرارية الفائضة على شكل دهون.
- توسع المعدة: عندما يكمل الجسم عملية الهضم، تعود المعدة إلى حجمها الطبيعي، لكن الإفراط المتكرر بالطعام قد يسبب توسعاً دائماً في المعدة.
- تباطؤ عملية الهضم: يمكن أن يؤدي الإفراط المتواصل في الأكل إلى إبطاء الجهاز الهضمي بحيث يحتاج الجسم إلى وقت أطول لهضم المحتوى الفائض في المعدة، وهذا قد يسبب المزيد من زيادة الوزن.
لا يكون للإفراط في الأكل لمرات قليلة أو حتى لبضعة أيام خلال موسم الإجازات والأعياد، غالباً، تأثيرات بعيدة المدى على الصحة، لكن تكراره بشكل منتظم يمكن أن يؤدي إلى السمنة والبدانة وأن يؤثر على الصحة على المديين القصير والطويل.
عندما يصبح الإفراط في الطعام عادة، يُنصَح باستشارة الطبيب الذي يمكنه معرفة الأسباب وراء زيادة الرغبة في تناول الطعام والمساعدة في وضع روتين أكل صحي.