فيكثير من الأحيان، لا يكون احمرار العين مصدر قلق، وغالباً ما يتعامل الجميع معه على أنه أمر عادي، خاصة عندما يُعرف أنه ناجم عن سبب محدد، مثل دخول الصابون إلى العينين أو التعرض للدخان أو غير ذلك. لكن ثمة حالات تتطلب استشارة طبيب العيون، إذ ينصح د. بيرجيورجيو نيري، أخصائي أمراض التهاب القزحية والشبكية في معهد العيون في مستشفى "كليفلاند كلينك أبوظبي"، بزيارة أخصائي العيون عندما يتزامن احمرار العين مع ثلاثة أعراض أساسية، هي:
- ألم
- حساسية تجاه الضوء
- اضطرابات في الرؤية
الأسباب المحتملة لاحمرار العين
فيما يلي بعض أهم الأسباب التي تؤدي إلى احمرار العين والطريقة الصحيحة للتعامل معها:
- الحساسية: قد يحدث احمرار العيون لدى الأشخاص الذين يعانون من الحساسية عند تغير الفصول، ويكون ذلك رد فعل طبيعي تجاه التعرض لمسببات الحساسية، مثل الغبار أو حبوب الطلع، التي تسبب الحرقة والحكة وسيلان الدمع في العينين. إذا لم يكن سبب الحساسية معروفاً، يُنصح بزيارة أخصائي أمراض الحساسية أو طبيب العيون لتشخيص الحالة وعلاجها. من العلاجات البسيطة للحساسية استخدام قطرات العين المتاحة دون وصفة لترطيب العين. لكن د. نيري يحذر من أن بعض هذه القطرات التي تدعي الشركات المنتجة لها بأنها "تخفف" من احمرار العين، يكون مفعولها عن طريق تقليص حجم الأوعية الدموية، وهذا ما يمكن أن ينطوي على نتائج عكسية. فالأوعية الدموية تحتاج إلى الأكسجين، وتصغيرها يحد من إمدادها بالأكسجين، لذلك عندما يتلاشى تأثير القطرة، فإنها تتسع أكثر من ذي قبل. وهكذا فإن الاستخدام المنتظم لهذه القطرات يؤدي إلى الدوران في حلقة مفرغة.
- نزيف الأوعية الدموية:قد يؤدي تغير ضغط الدم أو استخدام المميعات أو جراحات العين إلى انفجار الأوعية الدموية على سطح العين أحياناً، ما يؤدي إلى تشكل بقع حمراء صغيرة أو احمراراً منتشراً في بياض العين. غالباً لا يشعر المريض بهذه الحالة وهي لا تشكل خطراً، لكن يُفضل استشارة الطبيب إذا استغرقت المشكلة أكثر من 5 إلى 10 أيام حتى تتلاشى. في مثل هذه الحالات، يُنصح بفحص ضغط الدم لاستبعاد أي مشاكل قد تكون ناجمة عن ارتفاع ضغط الدم.
- العدوى:يمكن أن تؤدي الإصابة بالعدوى البكتيرية أو الفيروسية أو الفطرية إلى احمرار العين، ويكون مستخدمو العدسات اللاصقة أكثر عرضة لهذه العدوى. تسبب العدسات اللاصقة جفاف العين، كما تؤدي إلى تآكل دائم في سطحها والتهاب القرنية إذا كانت هناك عدوى، لذلك يُنصح مستخدموها بمراجعة الطبيب فوراُ في حال ملاحظة أي احمرار أو ألم أو حساسية في العين أو مشاكل في الرؤية.
- جفاف العين:يؤدي الجلوس الطويل أمام الشاشات وقلة النوم إلى جفاف العيين. كما يمكن أن ينجم الجفاف المزمن في العين عن وجود خلل في إفراز الدموع. يمكن علاج حالة الجفاف عن طريق قطرات العين المتاحة دون وصفة، وفي حال لم تف القطرات بالغرض، يمكن أن يلجأ الأطباء إلى وسائل مختلفة، مثل تثبيط المناعة الموضعي عن طريق استخدام دواء سايكلوسبورين أو السدادات النقطية لإغلاق مجرى الدمع.
- العين الوردية (التهاب الملتحمة):تحدث العين الوردية، أو التهاب الملتحمة، عندما تؤثر العدوى على الغشاء المخاطي للعين، فتسبب الالتهاب وتؤدي إلى ظهور بعض الأعراض، مثل التورم والحكة والإفرازات والحرقة في العين. يكون التهاب الملتحمة معدياً جداً، لذلك يجب مراجعة الطبيب في حال ظهور أعراضه، كما أنه من الضروري جداً أخذ الاحتياطات المناسبة لتفادي نقل العدوى للآخرين، وذلك من خلال الابتعاد عن مشاركة أي شيء يمكن أن يلامس العين معهم، مثل المناشف والبياضات والمخدات وغيرها.
- التهاب عنبية العين:هو التهاب يصيب الطبقة الثانية للعين وقد ينجم عن عدوى أو رد فعل مناعي مسبباً احمراراً وألماً وحساسية تجاه الضوء. تعد هذه الحالة خطيرة يمكن أن تهدد البصر، كما يمكن أن تؤدي، في حال عدم علاجها، إلى حدوث عدة مضاعفات، مثل الزرق (الغلوكوما) أو إعتام عدسة العين أو فقدان البصر بشكل دائم. لذلك، فإنه من الضروري جداً استشارة طبيب العيون لتشخيص الحالة وإحالتها إلى أخصائي بالتهاب العنبية إذا لزم الأمر.
- أورام العين:أورام العين نادرة و يصعب اكتشافها، إذ غالباً ما تتشكل في جزء من العينلا يمكن رؤيته عند النظر إلى المرآة. لذلك يجب استشارة طبيب العيون لتشخيص التهيج أو الألم غير المبرر في العين أو اضطرابات الرؤية في أسرع وقت ممكن. تعد ميلانوما العين أكثر أنواع سرطان العين انتشاراً، ولكن يمكن علاجها بعدة طرق.
وأخيراً، لا بد من التأكيد على ضرورة استشارة الطبيب في حال وجود احمرار في العين، سواء أكان احمراراً كاملاً لبياض العين أو على شكل شبكة أو بقع حمراء، إذا استمرت الحالة لأكثر من يوم أو إذا ترافقت مع الحكة أو مشاكل في الرؤية. كما يجب الإسراع إلى أقرب قسم طوارئ في حال حدوث تغيرات مفاجئة في الرؤية أو ألم حاد جداً في العين.