ليس غريباً لمعظمنا أن الحياة العصرية بتحدياتها قد تسبب لنا ضغوطات عديدة للنجاح و المثابرة، ويمكن لهذا الأمر أن يسبب لنا التوتر بشكل يومي.
ولكن في عصرنا هذا الملئ بالتحديات و المواعيد النهائية العديدة بلا مفر، تعد ممارسة التأمل الواعي (Mindfulness) من الوسائل المساعِدة لحماية صحتك الذهنية.
ما هو التأمل الواعي (Mindfulness)؟ هو قدرة الإنسان على أن يكون حاضراً وبشكل كامل، واعٍ من أفكاره الحاضرة والبيئة المحيطة به، وأن لا يقوم بمواجهة أي من الأحداث أو الأشياء المحيطة به بمبالغة، أو أن يسمح لها أن تسبب له الإحباط.
و مع ذلك، لا يمكننا إعتبار التأمل الواعي (Mindfulness) على أنه فكرة غامضة أو غريبة. فهو من الأشياء التي من الممكن أن تكون تفعلها مسبقاً. كل ما تحتاجه هو أن تعطي لنفسك المجال للتوقف، وأن تعطي نفسك فرصة أخرى لإعادة السيطرة على صحتك و حالتك الذهنية. نقدم لكم هنا بعض العادات التي يمكنكم القيام بها بكل سهولة بشكل يومي، وبدون أن تسبب لكم أي إزعاج أو أن تضطروا لتغيير أي من أنماطكم اليومية.
- إهتم بنوعية أكلك و نومك، و تحرك العقل السليم في الجسم السليم. نقوم أحياناً بإهمال صحتنا الجسدية مقابل مشاغل الحياة ومحاولة القيام بعدة أمور في يوم واحد. ولكن إذا حرصنا على أن يكون لدينا نظام غذائي معتدل، و أن نريح أجسامنا بالنوم لست أو ثماني ساعات يومياً، وممارسة نوع من أنواع الرياضة لنصف ساعة يومياً، سنعطي بذلك جسدنا حقه بأن نزيح عن افكارنا الأنماط السلبية، وأن نكون واعين لأفكارنا الحالية. ومن فوائد ممارسة الرياضة أنها تحبط إطلاق الهرمونات المسببة للتوتر، وتساعد على إطلاق الهرمونات المسببة للسعادة(endorphins). بالإضافة إلى نظام غذائي وساعات نوم معتدلة، سنعطي لأجسادنا الفرصة لترميم نفسها.
- إقطع الاتصال - تواصل مع نفسك العديد منا يمضي أوقات طويلة بصحبة الأجهزة المتعددة بشكل يومي للبقاء على إتصال في مواقع التواصل الاجتماعي. ويمكن لهذا الأمر أن يسبب تأثيراً سلبياً إذا ما قمنا به بشكل مفرط.في أغلب الأحيان، يقوم الناس بنشر ومشاركة نسخ مثالية عن أنفسهم، حيث يمضون أفضل الأوقات، ويتمتعون في السفر ويقومون بتجارب مميزة وفريدة من نوعها. يمكن لهذا الأمر أن يسبب لنا عقدة المقارنة حيث نقارن أفضل ما يشاركون به على مواقع التواصل الاجتماعي، بحياتنا العادية التي يمكن أن تبدو رتيبة.يمكننا التركيز على صحتنا وسعادتنا عندما نقلل من إستخدم وسائل التواصل الاجتماعي، وأن نقلل من المقارنة مع الأخرين.
- تواصل فيما يكون إستخدام وسائل التواصل الاجتماعي بشكل زائد مضراً لنا، سيكون هناك تأثير معاكس عندما نتواصل مع العائلة والأصدقاء بشكل فعلي. سيكون للتواجد بين أناس يعرفونك ويحبونك تأثيراً إيجابياً بتخفيف الضغوطات عليك بلزوم اثبات نفسك في مجالات أخرى في حياتك. سيساعد هذا النوع من التواصل على إعادة ثقتك بنفسك والشعور بالرضى عن نفسك، ويساعدك أيضاً على أن تكون على وفاق مع أفكارك بشكل عام.
- حدد أهدافاً واقعية يعتبر السعي وراء الطموحات العالية من الطبيعة البشرية، وهذا ليس بالخطأ. فيجب علينا دائماً التطلع إلى أحلامنا وطموحاتنا، ولكن بواقعية. لا تزد على نفسك الكثير بالعديد من المهمات والأعمال الصعبة. بسِّط أهدافك على خطوات صغيرة وسهلة الانجاز بشكل يومي. ستعطيك هذه الطريق حس الانجاز وقيمة أكبر لنفسك كلما انجزت عدد أكبر من الخطوات الصغيرة.
- خذ إستراحة عندما تشتد الأمور ويصعب الحال، إبتعد لبرهة من الوقت. افعل أي شيء غير الذي يسبب لك التوتر حتى تشعر بتحسن. يمكن للمشي لفترة بسيطة، أو ممارسة التأمل أن يساعدك على تجاوز الأمر، ورؤية الأمور بصورة أوضح.يمكنك إتباع التدريب التالي كحلٍ سريع: أغلق عينيك وقم بأخذ عشر أنفاس عميقة، وفي كل نفس، قم بالعد إلى أربعة مع الإستنشاق، احبس نفسك مع العد إلى أربعة، وقم بالزفير مع العد إلى أربعة. سيذهلك ما يفعله هذا التدريب بشكل فوري.
تستطيع العناية بنفسك عن طريق إتباع خطوات بسيطة بتغيير جدولك اليومي. ولكن هناك أوقات لا تكون هذه النصائح كافية. عندها، تذكر:
ليس من الخطأ أن لا نشعر بشعور جيد في بعد الأحيان
نمر بأوقات لا نستطيع فيها التحكم بمشاعرنا وافكارنا، وهذا أمر طبيعي. يعطيك تقبل حالتك الذهنية منظور أوسع عن الذي يحصل ويعطيك المجال للعودة إلى شعورك الطبيعي مرة أخرى.
ليس من الخطأ أن تتكلم عن ما تشعر به
لست بوحيد. يمكن للأمر أن يكون بغاية الصعوبة في البداية، ولكن يمكن لمشاركة الصعاب مع العائلة والأصدقاء أن يخفف عما يثقلك. وإذا رغبت، لا تتأخر بمشاركة الموضوع مع طبيبك الذي يمكن أن يوجهك وينصحك بأفضل وسائل المساعدة.