يعد السرطان من أكثر الأمراض انتشاراً في العالم، وتشير الإحصائيات إلى أن دولة الإمارات تسجّل ما يزيد عن 4 آلاف و500 إصابة بالسرطان سنوياً وتشهد الكثير من حملات التوعية ضد مختلف أنواع هذا المرض الذي لا يقتصر تأثيره على الصحة الجسدية فقط، بل يمتد ليطال الصحة النفسية والعاطفية. بل قد يحتاج علاج التأثير النفسي والعقلي للمرض أحياناً وقتاً أطول ودعماً أكبر من علاج تأثيره الجسدي.
فيما يلي بعض النصائح العملية والمفيدة للتعامل مع الآثار النفسية والعاطفية لمرض السرطان تقدمها زينة قاسم، مديرة الخدمات الطبية والأورام في كليفلاند كلينك أبوظبي:
- بناء شبكة دعم: بعد تشخيص حالة السرطان وخلال مراحل العلاج، من المهم بالنسبة إلى المريض الانفتاح على الآخرين والتحدث إليهم حسبما يراه مناسباً. والمسألة هنا لا تتعلق بالصح والخطأ، إذ يمكن أن يفضل المريض التفكير بالأمر بمفرده قبل الإفصاح عنه للآخرين، أو أن يلجأ إلى مناقشته فوراً مع أحد الأصدقاء المقربين أو أحد أفراد الأسرة. وقد يكون من المفيد التحدث إلى عدة أشخاص من العائلة أو الأصدقاء أو زملاء العمل أو الجيران، فكل منهم يمكن أن يلعب دوراً في دعم المريض واحتياجاته العاطفية.
- الحصول على نصائح الخبراء والمختصين: من المحتمل أن يضم الفريق الطبي مستشارين أو أخصائيين في الصحة النفسية من ذوي الخبرة في التعامل مع المشاعر والأحاسيس والمخاوف التي يمكن أن تساور المريض وتشخيص المشاكل النفسية المتعلقة به، مثل القلق والاكتئاب، وعلاجها.
- التحدث مع المرضى الآخرين أو الناجين من السرطان: يفيد التحدث مع الأشخاص الذي عاشوا أو يعيشون معاناة الإصابة بالسرطان في منح المريض الشعور بالطمأنينة والارتياح. يمكن الحصول على هذا النوع من الدعم عبر عدة طرق، مثل المجموعات المتوفرة على مواقع التواصل الاجتماعي أو من خلال مجموعات الدعم المتوفرة في المجتمع المحلي. كما يمكن للمريض طلب مساعدة الفريق الطبي للتواصل مع الناجين أو المرضى الآخرين.
- توسيع المعرفة بالمرض: عند تشخيص المرض، قد ينتاب المريض مزيجاً من مشاعر الغضب والخوف والحزن والشعور بالذنب في آن واحد، لذلك من السهل أن يسيطر عليه الارتباك وعدم القدرة على استيعاب كل ما يخبره به الطبيب. لذلك يُنصح المريض بالبحث عن معلومات حول مرضه، فذلك يساعده في التركيز على الجوانب التي تهمه، والتخطيط لطبيعة الأسئلة التي عليه الاستفسار عنها في الزيارة المقبلة، وتوسيع معرفته بالمرض وتعزيز قدرته على التعامل معه.
- الحد من مستوى الإجهاد النفسي: قد يمثل الإجهاد النفسي عائقاً أمام عملية التعافي من المرض، لذلك من المهم البحث عن أي سبل ممكنة للحد من ضغوط الحياة اليومية. ولهذه الغاية، يُنصح بطلب مساعدة العائلة والأصدقاء لإعداد وجبات الطعام أو القيام بالأعمال المنزلية الأخرى أو أخذ إجازة من العمل.
- قضاء الوقت في ممارسة النشاطات المحببة: يستهلك السرطان وعلاجه الكثير من الوقت في بعض الأحيان، ولذلك من المهم أن يخصص المريض بعض الوقت لممارسة نشاطاته وهواياته المفضلة والتواصل مع من يحب فذلك يفيد في تحسين المزاج.
- الحفاظ على مستوى النشاط: يمكن أن تساعد التمارين الرياضية الخفيفة، مثل المشي أو اليوغا، في منح الاسترخاء والتخلص من الطاقة والمشاعر السلبية لدى المريض.
نصائح للعائلة والأصدقاء
يمتد التأثير النفسي والعاطفي للسرطان ليشمل العائلة والأصدقاء المقربين الذين يتأثرون كثيراً بمعرفة خبر كهذا، فيحاولون كبت مشاعرهم لحماية المريض من التعرض للمزيد من الضغط النفسي.
يمكن أن يحتاج أفراد عائلة المريض وأصدقاؤه النصح والإرشاد والتحدث إلى الأشخاص المقربين والأخصائيين المعنيين لمواجهة الموقف، كما عليهم أيضاً السيطرة على مشاعرهم قبل مقابلة المريض. أما بالنسبة للأطفال، فمن المفيد إبلاغ المدرسة بالأمر والتعرف على الدعم الذي يمكن أن تقدمه لهم.