أطباؤنا
تعرف على جميع أطبائنا في مستشفى كليفلاند كلينك أبوظبي
اطلع على جميع الأطباءتعرّف على واحد من أصعب القرارات التي يضطر الجرّاح لاتخاذها
يعد قرار بتر أحد أطراف المريض من أصعب القرارات التي يتخذها الجراح، لذا، لا بد أن يكون مبنياً على دراسة دقيقة ومتأنية للتاريخ الطبي للمريض واستجابته للعلاج واستنفاذه لسائر الخيارات والوسائل العلاجية المحتملة، فيكون عندها البتر آخر الحلول العلاجية.
من المنظور الطبي، من المهم أن نفهم أن البتر وسيلة لإنقاذ الحياة. أمّا من المنظور الشخصي، فمن الصعب على الجراح مناقشة هذا الخيار مع المريض وأفراد عائلته الذين قد لا يتفهمون مدى خطورة الوضع أو النتائج والتبعات المحتملة في حال لم يتم اتخاذ الإجراء الطبي المناسب بالسرعة المطلوبة.
عندما يكون المريض في وضع صحي يُهدد حياته بالخطر، يكون عندها بتر الطرف أو إزالة الأنسجة الميتة أو المُصابة بالعدوى آخر الحلول وأسرع طريق لإنقاذ حياة المريض واستعادة عافيته والعودة إلى حياته الطبيعية. ويفيد العلاج السريع في زيادة نسبة نجاح عملية إعادة التأهيل.
تتعدد الحالات الصحية التي تؤدي إلى تهديد حياة المريض، ومنها: الإصابة بعدوى التهابية في العظام، أو ورم سرطاني في العضلات أو العظام، أو إصابة شديدة في أحد الأطراف، أو حدوث مضاعفات ناتجة عن تقرحات أو جروح لم تتم معالجتها بشكل سليم، كما في حالات المصابين بالسكري. كما يُشكل "تجرثم الدم"، الذي يُعرف أيضاً بـ "تسمم الدم"، عامل خطر كبير، حيث يضطر جهاز المناعة إلى العمل لساعات إضافية في مجرى الدم لمكافحة العدوى. قد تسبب هذه العملية حدوث التهاب وتشكُّل تخثرات دموية تؤدي في نهاية المطاف إلى فشل العضو المُصاب. تعمل التخثرات الدموية التي يُسببها تجرثم الدم إلى إعاقة تدفق الدم إلى الطرف المُصاب بصورة طبيعية يتعذر معه وصول العناصر الغذائية الأساسية مُسبباً موت الأنسجة. لهذا السبب غالباً ما تشيع حالات بتر أصابع اليدين والقدمين والذراعين والساقين لدى المرضى الذين يهملون العلاج لمدة طويلة.
يزداد خطر ظهور القروح والجروح والبثور أو البقع السوداء لدى مرضى السكري وكبار السن، لذا من الضروري أن يحرص هؤلاء على فحص القدمين والساقين يومياً لضمان الحصول على العلاج السريع لمثل هذه التغيرات.
في الحالات التي يتم فيها الكشف المبكر عن مثل هذه الإصابات ويكون فيها إنقاذ الطرف المصاب خياراً متاحاً، يُوصى المرضى بمواصلة الحركة لتحفيز الدورة الدموية بما يعزز من فرص الشفاء والحيلولة دون تكرار الإصابة. أمّا في حال إهمال علاج مثل هذه الإصابات، فقد تتحول أي بقعة سوداء تظهر على إصبع القدم إلى خراج خطير في أسفل الساق يمكن أن يستدعي اللجوء إلى البتر لإنقاذ حياته.
وفي حال عدم الكشف المبكر عن العدوى، يتم إدخال المريض إلى وحدة العناية المركزة بالمستشفى لمحاربة العدوى ومراقبة الأجهزة الحيوية في الجسم وضبط مستوى ضغط الدم.
من المهم للمرضى الأكثر عرضة لهذه الحالات إجراء الفحوصات الطبية الدورية للحفاظ على الصحة، كما من الضروري أن يحظى هؤلاء بالدعم والتشجيع من قبل أفراد العائلة بهذا الخصوص.