أطباؤنا
تعرف على جميع أطبائنا في مستشفى كليفلاند كلينك أبوظبي
اطلع على جميع الأطباءتسرب البراز العرضي ليس بمشكلة محدودة الانتشار كما قد يعتقد الكثيرون
ثمة مواضيع يتجنب الكثيرون مناقشتها والحديث عنها، ومنها حالات طبية قد يكون لها تأثير كبير على جودة حياتهم، مثل تلك التي تتعلق بمسألة التبول والتبرز. وغالباً ما يتكتم هؤلاء على مثل هذه الحالات لمجرد أنهم لا يشعرون بالارتياح بمناقشتها مع الآخرين، ولا حتى الطبيب، بسبب الخوف من الإحراج.
سلس البراز، أو تسرب البراز العرضي، قد يكون مصطلحاً غير مألوف للبعض، لكنه يشير إلى مشكلة شائعة يعاني منها الكثيرون بصمت.
وسعياً لتعزيز الوعي بمشكلة سلس البراز، يقول د. شفيق صيداني، استشاري جراحة القولون والمستقيم في كليفلاند كلينك أبوظبي: "نؤكد للأشخاص الذين يعانون من هذه الحالة بأن هناك الكثيرين غيرهم يواجهون المشكلة نفسها، وأن هناك حلولاً متوفرة لهم. غالباً ما تكون هذه المسألة من الأمور المحظور الحديث عنها في المجتمع، لكننا نشجع كل من يعاني منها بالتحدث إلى الطبيب للاستفادة من العلاجات الفعالة المتاحة".
يعاني ملايين من الأشخاص حول العالم من سلس البراز، لكن نادراً ما يتم التحدث عن هذه المشكلة مع الآخرين بسبب الإحراج. وقد أظهرت دراسة أجريت في الولايات المتحدة أن واحدة من أصل كل 5 نساء تجاوزت أعمارهن الـ45 عاماً تعاني من تسرب البراز العرضي.
تؤدي المشاكل في التحكم بحركة الأمعاء إلى حدوث تسرب براز عرضي. وفي بعض الحالات يمكن أن يجد المرضى صعوبة في السيطرة على الوضع لحين الوصول إلى المرحاض، وهذا ما يدفعهم إلى الإحجام عن مغادرة المنزل خوفاً من التعرض لمواقف محرجة، مما يؤثر على نشاطات الحياة اليومية وعلى الثقة بالنفس. يمكن أن يحدث سلس البراز في أي عمر، لكنه أكثر انتشاراً لدى النساء المسنات، كما يزيد احتمال حدوثه في حالات الإسهال أو تلف أجزاء من الجهاز العصبي أو المرور بتجربة ولادة صعبة في الماضي.
يقول د. صيداني: "أصادف الكثير من المرضى الذي يظلوا يعانون بصمت لفترة طويلة، وذلك ببساطة بسبب شعورهم بالإحراج أو الخجل من مناقشة أعراضهم مع أحد. لكن حالياً تتوفر لدينا علاجات فعالة يمكن أن تؤدي إلى تحسين جودة حياة المريض، لذا فإنه من المهم التحدث إلى الطبيب بهذا الشأن".
قد يتضمن العلاج الأولي تغييرات حياتية بسيطة، مثل إضافة المزيد من الألياف إلى النظام الغذائي والحد من تناول الكافايين أو استخدام بعض الادوية التي تسبب مشاكل في الأمعاء.
ويشير د. صيداني إلى توفر المزيد من الخيارات العلاجية، مثل العلاج الفيزيائي والأدوية التي تفيد في الحد من الإسهال، بالإضافة خيارات الجراحة قليلة التدخل التي يمكن أن تؤدي إلى نتائج مذهلة، مثل الإجراءات التي ترمي إلى إصلاح العضلة العاصرة أو استبدالها للحد من حدوث سلس البراز.
ويضيف د. صيداني: "من أهم الإجراءات الفعالة التعديل العصبي العجزي، أو تحفيز العصب العجزي، وهي عملية تقوم على زرع جهاز صغير تحت الجلد لتحفيز الأعصاب المسؤولة عن السيطرة على الأمعاء. تفيد هذه الطريقة في حدوث تحسن كبير في الأعراض عند 90% من المرضى وزوالها كلياً في 40% من الحالات".
يقدم كليفلاند كلينك أبوظبي خدمات متكاملة في مختبر فيزيولوجيا الشرج والمستقيم وخدمات العلاج الفيزيائي المخصصة لعلاج المرضى الذين يعانون من سلس البراز، ويوفر بيئة مريحة لتقييم الاحتياجات الفردية لكل مريض. كما يخضع الأطباء، بمن فيهم الطبيبات الأخصائيات بجراحة القولون والمستقيم، للتدريب على استخدام أحدث العلاجات، مثل تحفيز العصب العجزي، للحد من التأثير السلبي لتسرب البراز العرضي على حياة المرضى.
ويختتم د. صيداني بالقول: "لا ينبغي على المرضى أن يستسلموا للحالة ويتكتموا عليها. فأنا أشجع جميع الذين يعانون من مشاكل في السيطرة على حركة الأمعاء على استشارة الطبيب، لأن هناك إمكانية لتقديم الكثير من المساعدة لهم".