من المعروف أن البدانة ترتبط بزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب، لذا، فقد يبدو من المنطق الافتراض بأن الحفاظ على الوزن الصحي يقلص هذا الخطر أو يقضي عليه. لكن الحفاظ على الوزن ضمن الحدود الطبيعية، في الحقيقة، لا يعني بالضرورة التمتع بقلب معافى وسليم، وذلك للأسباب التالية:
- التغذية السيئة قد يعتمد البعض على حمية غذائية غير صحية تتضمن الأطعمة الغنية بالسكر والدهون دون أن يؤدي ذلك إلى كسب المزيد من الوزن. لكن ذلك يسبب أضراراً صحية خفية يمكن أن تستمر لفترات طويلة دون ملاحظة أي أعراض إذا لم يخضع الشخص للفحوصات الطبية.
- الكوليستروللا يمكن الاستدلال بوزن الجسم أو شكله لتوقع احتمال وجود ارتفاع نسبة الكوليسترول الذي ينجم عن الإكثار من استهلاك الدهون المشبعة أو المتحولة، إذ يمكن أن يكون وزن الشخص مثالياً، لكنه مع ذلك قد يعاني من ارتفاع مستوى الكوليسترول أو الدهون الثلاثية، وكلاهما عاملان يزيدان من خطر الإصابة بأمراض القلب. كما يلعب التاريخ العائلي لارتفاع نسبة الكوليسترول دوراً في وراثة المشاكل الصحية المتعلقة بالقلب.
- ضغط الدمكما هو الحال في ارتفاع نسبة الكوليسترول، لا يمكن التحقق من معاناة الشخص من فرط أو ارتفاع ضغط الدم إلا من خلال الفحص الطبي. يطلق الكثير من الأطباء على ارتفاع ضغط الدم لقب "القاتل الصامت"، فقد تظل أعراضه مخفية لا يمكن ملاحظتها إلا في مراحل متقدمة من المرض. هناك عدد من العوامل التي تلعب دوراً في حدوث ارتفاع ضغط الدم، ومنها التدخين والضغط النفسي والتاريخ العائلي، بالإضافة إلى الإكثار من استهلاك الملح، وهو الأمر الذي يحذر منه د. خالد المعطي، استشاري أمراض القلب في مستشفى "كليفلاند كلينك أبوظبي"، إذ يقول: "يبلغ معدل استهلاك ملح الطعام في منطقة الشرق الأوسط عدة أضعاف المعدلات التي ينصح بها صحياً".
- دهون الأحشاء دهون الأحشاء، أو الدهون الحشوية، هي تلك التي تتراكم حول الأعضاء الداخلية، مثل الكبد والمعدة والكليتين، ولا تكون ظاهرة من الخارج. تسبب زيادة نسبة هذه الدهون مشاكل صحية متعددة، مثل زيادة ضغط الدم التي تؤدي بدورها إلى زيادة خطر الإصابة بأمراض القلب أو النوبات القلبية.
- نمط الحياةيؤثر التدخين والكسل وعدم ممارسة الرياضة سلباً على صحة القلب، إذ يؤدي التدخين إلى إلحاق الضرر ببطانة الشرايين ويسهم في تراكم الترسبات عليها، وهذا ما يؤدي إلى حدوث الذبحة الصدرية أو النوبة القلبية.
احرص على الاهتمام بصحة القلب
هناك علاقة بين الوزن الزائد عن الحد الطبيعي وزيادة خطر الإصابة بالمشاكل القلبية، لكن بالمقابل هناك طرق للحد من هذا الخطر، ومنها:
- اتباع نظام غذائي صحيويعني ذلك نظام غذائي متوازن غني بالعناصر الغذائية الأساسية التي يحتاجها الجسم.
- إجراء الفحوصات الدوريةويتضمن ذلك فحص الكوليسترول كل 4-6 سنوات على الأقل، وضغط الدم كل عامين.
- المراقبة المستمرة لمحيط الخصريمكن أن تشير الزيادة في محيط الخصر إلى زيادة نسبة الدهون المتراكمة في الأحشاء.
- الحفاظ على النشاط البدنيوذلك من خلال ممارسة 150 دقيقة من الرياضة الخفيفة أو 75 دقيقة من الرياضة الشديدة في الأسبوع.
- الإقلاع عن التدخينوينصح الأشخاص الذين يدخنون بكثرة بتقليل التدخين تدريجياً، كما يمكنهم طلب مساعدة المختصين لإرشادهم إلى السبيل الصحيح للإقلاع نهائياً عن هذه العادة الضارة.
ينبغي استشارة الطبيب فوراً في حال وجود أي مخاوف تتعلق بصحة القلب.