لا تزال جائحة فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) مستمرةً في تصدّر العناوين الرئيسية والمحادثات حول العالم والتأثير في أسلوب حياتنا اليومي: حيث تظل المدارس مغلقة، ويمارس أغلب الناس أعمالهم من المنزل، وما زلنا نرتدي الكمامات عند الذهاب للتسوّق. غير أنَّنا بحاجة إلى أن ندرك أن عدم اليقين المستمر هذا يمكن أن يؤثر سلبًا في صحتنا النفسية.
نحن جميعًا على دراية تامة بما يسعنا فعله لوقاية أنفسنا وأسرتنا من الفيروس. لكن - وفي ظل تعطَّل روتيننا اليومي لفترات ممتدة، وعزلتنا عن الآخرين - من الضروري علينا أن نهتم بصحتنا النفسية والجسدية معًا.
ففي حين سوف يشعر بعض الناس بفقدانهم السيطرة من جراء هذه الجائحة - وهو ما قد يولد لديهم شعورًا بالخوف أو التوتر أو القلق (وهذه ردود أفعال طبيعية تمامًا) - قد تكون تلك المشاعر متضخمةً لدى مَن يعانون بالفعل من مشكلات تتعلق بالصحة النفسية. إذن، كيف يمكننا الحفاظ على صحتنا النفسية؟
- حافظ على روحك الإيجابية ومنظورك الخاصقد يكون تجنّب الأفكار السلبية صعبًا في الوقت الحالي؛ وعناوين الأخبار المقلقة تنهال علينا كالسيل من كل مكان. غير أنَّ هذا لن يسبب إلا مزيدًا من القلق والتوتر. لذا حاول أن تفكّر في إيجابيات الوضع الحالي وفيما يمكنك التحكّم به. كن ممتنًا لأي وقت إضافي في اليوم يمهلك إياه هذا الوضع، وذكّر نفسك بأنَّ القيود التي نعيشها كلنا حاليًا تعيننا على تخطي الوضع بأمان وبسرعة قدر الإمكان.
- ابتكر روتين يومي واشغل نفسك طوال الوقتيمكن للالتزام بروتين يومي في منزلك أن يساعدك بإعطائك بعض السيطرة على حياتك اليومية: ضع جدولاً زمنيًا للعمل والأشغال المنزلية والتعليم المنزلي (إذا كان لديك أطفال) وحاول الالتزام به. كما أنَّ الإبقاء على نمط منتظم لأوقات النوم وتناول الطعام يساعدك على تنظيم يومك بصورة أفضل. كذلك، فإنَّ شغل أوقات فراغك بهواياتك وأنشطتك المعتادة أو بأخرى جديدة سوف يسهم في منحك شعورًا بأن الحياة طبيعية، وسيبعدك عن التفكير السلبي.
- اعتنٍ بنفسكحاول استقطاع قسط من الوقت يوميًا للاعتناء بنفسك؛ فقد تجعلك الأوضاع العصيبة تهتم بالآخرين وتنسى أن تهتم بنفسك. انفرد بنفسك لبعض الوقت كل يوم وافعل ما يسعدك؛ حتى لو كانت أمورًا بسيطة كقراءة كتاب أو ارتداء ملابس تدخل السرور على قلبك أو ممارسة تمارين رياضية سريعة أو حتى تجربة تمارين للتأمل وتقنيات تنفس لتخفيف التوتر.
- ركّز على الحقائق ودعك من الباقينظرًا لأنَّ الأخبار والمعلومات المتعلّقة بفيروس كورونا منتشرة في كل مكان - والكثير منها (خصوصًا التعليقات والمقالات المنشورة على وسائل التواصل الاجتماعي) ليس صحيحًا، مع الأسف - فإنَّ تقليل الوقت الذي تقضيه في تصفح الأخبار والمنشورات عبر الإنترنت سوف يساعدك على الحدّ من مستويات قلقك. إلى جانب أنَّ الحرص على متابعة المصادر الموثوقة دون غيرها سيجعلك تكوَّن وجهة نظر أكثر توازنًا. حاول الإبقاء على نظرة إيجابية للأمور، وتقبّل حقيقة أن بعض الأمور خارجة عن سيطرتنا، وتذكّر أنَّنا جميعًا نعمل سويًا من أجل تحسين الأوضاع الحالية.
- تواصل مع الآخرين باستمرارإنَّ البقاء على اتصال مع عائلتك وأصدقائك طريقة رائعة للحفاظ على شعورك بطبيعية الحياة؛ إذ إنَّ السؤال عن أحوال أفراد العائلة سيقلل من شعورك (وشعورهم أيضًا) بالعزلة. إلى جانب أنَّ التواصل مع الأصدقاء يعد وسيلة مهمة للتعبير عن مشاعرك والتخفيف من حدة توترك.
مهما كانت شعورك في ظل جائحة فيروس كورونا، تذكّر أنك لست وحدك؛ معظم الناس في جميع أنحاء العالم تأثروا بها، وكلنا أصبنا بالإحباط والقلق والحيرة بدرجات متفاوتة، لذا خصص الوقت للتعامل مع هذه المشاعر. فإذا شعرت بأنها بدأت تطغى على أفكارك بحيث صارت تؤثر في حياتك اليومية، استشر طبيبًا مختصًا؛ فهذا سيساعدك على التعامل مع مشاعرك واكتساب طرق للتأقلم مع الوضع بصورة أفضل.