أطباؤنا
تعرف على جميع أطبائنا في مستشفى كليفلاند كلينك أبوظبي
اطلع على جميع الأطباءلماذا لا تكون المضادات الحيوية الحل المثالي دائمًا
الزكام والسعال هما من الأمراض الشائعة جدًا، ويصيبان البالغين بمعدل 2-3 مرات سنويًا. وتثير بعض الأعراض، كالعطاس والأنف المحتقن والسعال وألم الحلق وما شابه ذلك، الكثير من التساؤلات حول الحاجة الفعلية إلى أخذ المضادات الحيوية.
من المؤكد أن المرض مزعج للغاية، إلا أن تناول الدواء ليس الحل دائمًا. فالإفراط في استخدام المضادات الحيوية يشكّل مصدر قلق في الأوساط الطبية. لذا، في المرة القادمة التي تزور فيها الطبيب وأنت تعاني من أعراض التهاب في الجهاز التنفسي العلوي وتطلب منه وصف الأدوية لك، تذكر هذه المفاهيم الخاطئة حول المضادات الحيوية.
تصمم المضادات الحيوية لمحاربة العدوى البكتيرية فقط، وهي لا تؤثر على العدوى الفيروسية، مما يعني أنها ليست فعالة في علاج أعراض الإنفلونزا أو الزكام.
ومع ذلك يستمر بعض الناس باستخدام المضادات الحيوية عندما يعانون من الزكام أو الإنفلونزا، وفي الكثير من الأحيان يستخدمونها دون وصفة طبية ويعرضون أنفسهم لمضاعفات الإفراط في استخدام المضادات الحيوية.
ليس هناك أي فائدة من تناول الأدوية دون وصفة طبية لعلاج الزكام أو الإنفلونزا أو أي مرض آخر، بل لا بد من زيارة الطبيب لتمكينه من تحديد إذا ما كان السبب بكتيري أم فيروسي ووصف العلاج المناسب لتحقيق التعافي الأسرع.
إن المشكلة الكبرى في الاستخدام المفرط للمضادات الحيوية لا تتمثل في التكلفة غير الضرورية لشراء أدوية غير لازمة وحسب، بل في حقيقة أنه يجعل البكتيريا مقاومة لمثل هذه الأدوية.
فمع كل استخدام غير ضروري لأي نوع منن المضادات الحيوية، تغدو البكتيريا أكثر مقاومةً ويصبح علاجها أشد صعوبة. والأكثر من ذلك، أن البكتيريا تتطور في بعض الحالات لتسبب العدوى المقاومة للأدوية التي قد تكون قاتلة في بعض الأحيان.
وعند الإصابة بعدوى شديدة، يصبح من الصعب إيجاد الدواء الفعال لمكافحة البكتيريا المقاومة للأدوية.
لنفترض أنك أصبت بالتهاب المسالك البولية ووصف لك الطبيب المضادات الحيوية. هل ستستخدم المضاد الحيوي نفسه لمعالجة ألم الحلق؟ نأمل أنك أجبت بالنفي، لأن استخدام المضادات الحيوية الخاطئة لا يكون فعالًا في علاج الالتهاب، بل الأكثر من ذلك أنه قد يؤدي إلى حدوث آثار جانبية ضارة.
رغم أن الآثار الجانبية للمضادات الحيوية تكون في معظم الحالات طفيفة بعض الشيء، إلا أن تناول طيف واسع من المضادات الحيوية المستخدمة لمحاربة العدوى في المستشفيات لفترات طويلة من الوقت يعرضك لخطر الإصابة بعدوى الكلوستريديوم ديفيسيل، وهي عدوى بكتيرية حادة صعبة العلاج.
إذا شعر المريض أن مضادات حيوية معينة كانت فعالة في علاج مرضه آخر مرة، فمن الطبيعي أن يسرع لاستخدام المتبقي منها في حال عودة أعراض مشابهة.
ولكن ذلك ليس بالتصرف الجيد. فالأنواع المختلفة من المضادات الحيوية تعالج أنواعًا مختلفة من العدوى البكتيرية، ومهما تشابهت الأعراض، لا يمكن للمريض التأكد من الإصابة بنفس النوع من البكتيريا. فتناول الدواء الخاطئ يفاقم الوضع ويزيد خطر حدوث آثار جانبية والمعاناة من مقاومة المضادات الحيوية مستقبلاً.
المضادات الحيوية هي أدوية مخصصة لحالة معينة يجب أخذها بموجب وصفة الطبيب واستخدامها حسب التعليمات المذكورة فيها.