أطباؤنا
تعرف على جميع أطبائنا في مستشفى كليفلاند كلينك أبوظبي
اطلع على جميع الأطباءدور الصيانة الدورية لنظام التكييف في تجنّب المشاكل الصحية التي يسببها هواء التكييف
"التكييف هو السبب"، عبارة لطالما ترددت على مسامع الكثير منّا. يُستخدم التكييف بصورة دائمة في المنازل والمكاتب وتعزى إليه العديد من المشاكل الصحية من نزلات البرد أو الكحة الجافة إلى التعب والإرهاق والتهيّجات الجلدية. وفي هذا السياق، يوضّح الدكتور ياسر أبو السميد، الأخصائي في معهد الجهاز التنفسي لدى كليفلاند كلينك أبوظبي، الآثار التي يتركها هواء التكييف على الصحة.
يعتقد الكثير من الناس أن التكييف يساهم بنشر البكتيريا والجراثيم. وفي هذا الخصوص، يوضّح الدكتور ياسر أنه على الرغم من أن هذه الفكرة تحمل شيئاً من الصحة، إلا أنها لا تُعطي صورة عن الحقيقة كاملةً، حيث "تعمل أنظمة التكييف بشكل عام على إعادة تدوير الهواء نفسه، لذا في حال القيام بالسعال أو العطس دون تغطية الفم أو الأنف بالشكل الصحيح، فيمكن عندها أن تنتشر هذه البكتيريا والجراثيم في الهواء، علماً بأن ذلك لا يُحتّم بالضرورة انتقالها إلى شخص آخر".
وأكثر ما يُثير القلق في هذا الجانب، وفقاً للدكتور ياسر، هو قِدَم أنظمة التكييف أو سوء صيانتها، إذ أنها من الممكن أن تتحوّل لأرضية خصبة لتوالد الفطريات وتشكّل العفن، حيث "ترتفع نسبة الرطوبة في وحدات التكييف التي إذا ما تواجدت في وسط حار ورطب توفّر بيئة مثالية لنمو البكتيريا." ويُتابع: "قد يؤدي ذلك، بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من الحساسية أو أمراض الجهاز التنفسي أو ضعف في جهاز المناعة، إلى تفاقم الأعراض أو الإصابة بالالتهابات".
وعلى الرغم من مساوئ التكييف وأضرار هوائه على الصحة، إلا أنه يقدّم عدداً من المزايا والفوائد، إذ أنه يعمل على تنقية الهواء من الملوثات الخارجية التي تعمل بدورها أيضاً على إثارة الحساسية وأعراض أمراض الجهاز التنفسي لدى المصابين بها.
تنتشر جزيئات الغبار كذلك في الهواء وتمتص الرطوبة الناتجة عن هواء التكييف، وفقاً للدكتور ياسر، ويمكن أن يؤدي هذا الانخفاض في مستوى الرطوبة بالتالي إلى الإصابة بجفاف العينين أو الجلد، في حين أن انتشار الغبار، ولا سيما بعد العواصف الرملية حيث ترتفع كثافة الغبار، يمكن أن يُسبب مشاكل صحية للمصابين بأمراض الجهاز التنفسي أو الحساسية.
لا يختلف اثنان على أهمية التكييف في تبريد الهواء وتلطيف الجو، حيث "يُعتبر التكييف أحد الوسائل بالغة الأهمية التي تساعدنا في التغلب على ظروف الطقس الحار وتفادي درجات الحرارة المرتفعة، إذ قد يؤدي التعرض للحرارة بشكل كبير إلى احتمالية الإصابة بالإجهاد الحراري وأمراض القلب كالنوبات القلبية"، حسبما أوضح الدكتور ياسر.
وهذا لا يعني بطبيعة الحال أنه يتوجب علينا العيش داخل بيئة مغلقة باردة ومكيّفة على مدار الساعة، إذ أنه، وفقاً للدكتور ياسر، "يُحتمل أن يؤدي قضاء أوقات طويلة في بيئة باردة إلى إصابة الجسم بالتيبّس، إلى جانب الضرر الصحي الذي يُحدثه ذلك في مفاقمة أعراض الأمراض المزمنة كالتهاب المفاصل لدى المصابين بها".
ويُضيف: "يسهم التواجد في بيئة باردة باستمرار في إضعاف قدرة الجسم على تحمُّل الحرارة، ما ينجم عنه التعرض للشعور بالتعب والإرهاق في حال قضاء بعض الوقت خارج المنزل أو في بيئة أقل برودة".
يمكن مواجهة العديد من الآثار السيئة التي يتركها هواء التكييف على الصحة من خلال إجراء صيانة دورية لأنظمة التكييف. وفي هذا الخصوص، يُوصي الدكتور ياسر بضرورة "تنظيف التكييف قبل تشغيله للمرة الأولى عند الانتقال إلى منزل أو مكتب جديد أو في حال عدم تشغيله واستعماله منذ فترة، حيث يُحتمل في مثل هذه الحالات تراكم الغبار والعفن داخل نظام التكييف، لذا تلزم الاستعانة بفريق مختص في صيانة نظم التدفئة والتهوية والتكييف لفحص النظام وتنظيفه".
كما يقترح الدكتور ياسر أيضاً اتباع النصائح والإرشادات التالية لتحسين صحة نظام التكييف والحدّ من استعماله: