الاضطراب ثنائي القطب

ما هو الاضطراب ثنائي القطب؟

الاضطراب ثنائي القطب هو حالة صحية عقلية طويلة الأمد، كانت تسمى سابقًا بالاكتئاب الهوسي، حيث يسبب اضطراب المزاج تغيرات شديدة في المزاج والتفكير والسلوك ومستويات الطاقة.

يمكن أن تستمر التغيرات في المزاج لساعات أو أسابيع أو حتى أشهر، وبشكل قد يتداخل مع قدرتك على القيام بالمهام اليومية.

هناك أنواع مختلفة من الاضطراب ثنائي القطب، حيث تعاني من تغيرات في المزاج يشار إليها بنوبات الهوس أو الهوس الخفيف ونوبات الاكتئاب. يعاني الأشخاص المصابون بالاضطراب ثنائي القطب أيضًا من فترات بدون هذه النوبات عندما يكون مزاجهم طبيعيًا، وهي فترة تسمى يوثيميا أو الهدوء.

هل هناك أنواع مختلفة من الاضطراب ثنائي القطب؟

الاضطراب ثنائي القطب من النوع الأول: إذا كنت تعاني من الاضطراب ثنائي القطب من النوع الأول، فستكون قد عانيت من نوبة هوس واحدة على الأقل، والتي استمرت لمدة أسبوع على الأقل، أو كانت شديدة بما يكفي لدرجة أنك كنت بحاجة إلى دعم طبي. ومن المحتمل أن يعاني المصابون بالاضطراب ثنائي القطب من النوع الأول من نوبات من أعراض الاكتئاب والهوس.

الاضطراب ثنائي القطب من النوع الثاني: يعاني المصابون باضطراب ثنائي القطب من النوع الثاني من نوبات الهوس الخفيف والاكتئاب، ولكنها ليست نوبات الهوس الكاملة كما يحدث مع المصابين باضطراب ثنائي القطب من النوع الأول. يمكن أن يكون اضطراب ثنائي القطب من النوع الثاني أكثر إعاقة للحياة بسبب الاكتئاب المزمن.

اضطراب المزاج الدوري: يسبب اضطراب المزاج الدوري حالة مزاجية غير مستقرة بشكل مزمن. يعاني المصابون بهذه الحالة من الاكتئاب الخفيف والهوس الخفيف لمدة عامين أو أكثر. قد يعانون أيضًا من فترات قصيرة (أقل من 8 أسابيع) من المزاج الطبيعي.

بعض الأشخاص قد لا يتم تشخيصهم بأي من أنواع الاضطرابات ثنائية القطب المذكورة أعلاه، ولكنهم يعانون من فترات من ارتفاع الحالة المزاجية غير الطبيعية. يشار إلى هذه الحالات باسم اضطراب ثنائي القطب غير المحدد.

من يصاب باضطراب ثنائي القطب؟

يمكن أن يصاب أي شخص بالاضطراب ثنائي القطب، إذ تبدأ الأعراض عادة في سن 25 عامًا، ولكن في بعض الأحيان يمكن أن تؤثر على الأطفال وكبار السن.

كما يؤثر الاضطراب ثنائي القطب على كل من الرجال والنساء ولكن يمكن أن يؤثر عليهم بطرق مختلفة، فقد تتغير الحالة المزاجية لدى النساء بشكل أسرع، وهو ما يسمى بالدورة السريعة، وقد يعانين من نوبات اكتئاب أكثر من الرجال.

ما هي أعراض الاضطراب ثنائي القطب؟

العلامة الرئيسية للاضطراب ثنائي القطب من النوع الأول هي نوبة الهوس التي تستمر لأكثر من أسبوع، أما العلامة الرئيسية للاضطراب ثنائي القطب من النوع الثاني واضطراب المزاج الدوري هي نوبات الهوس الخفيف. ومع ذلك، قد يعاني المصابون بالاضطراب ثنائي القطب من نوبات الاكتئاب والهوس الخفيف معًا.

قد لا يكون هناك نمط محدد لهذه النوبات، ولا تتبع إحداها الأخرى دائمًا. يعاني بعض الأشخاص أيضًا من حالة مزاجية أكثر من مرة، تليها فترة من المزاج الطبيعي، قبل تجربة تغيير آخر. يمكن أن تستمر التغييرات في المزاج لأسابيع أو أشهر أو سنوات. شدة نوبات المزاج مختلفة من شخص لآخر.

نوبات الهوس: وهي فترة من المزاج المتهيج أو المثار بشكل غير طبيعي، أو تغييرات جذرية في أفكارك ومستويات الطاقة والعواطف ومستويات النشاط. تشعر حينها بالنشاط الشديد ويلاحظ الآخرون التغييرات في سلوكك ونشاطك. قد يصاب البعض بأعراض ذهانية، مثل الهلوسة أو الأوهام. تشمل علامات نوبات الهوس ما يلي:

• السعادة والحماس المفرطان
• زيادة الطاقة
• زيادة الاندفاع
• وضع خطط كبيرة
• الذهان
• الأفكار المتسارعة
• الكلام السريع
• السلوك المتهور
• الأرق
• تغيرات مفاجئة في المزاج.

لا يكون الهوس الخفيف حادًا مثل نوبة الهوس ولا يؤثر على الحياة اليومية كثيرًا، ولكن قد يلاحظ من حولك تغيرًا في مزاجك أو مستويات نشاطك. وغالبًا ما يتبع الهوس الخفيف فترة من الاكتئاب الشديد.

نوبات الاكتئاب: هذه فترة من انخفاض الحالة المزاجية بشكل كبير. قد تفقد الاهتمام بالأنشطة اليومية أو تشعر بعدم القيمة، وقد تشعر أيضًا بالتعب وتلاحظ تغيرًا في الشهية. تشمل أعراض نوبات الاكتئاب ما يلي:

• تغير في الشهية
• البكاء بشكل لا يمكن السيطرة عليه
• صعوبة التركيز
• النوم المفرط
• الشعور باليأس أو عدم القيمة
• زيادة الحاجة للنوم
• الأرق
• الانزعاج الشديد
• انخفاض الدافعية
• انخفاض الطاقة/الشعور بالتعب
• الحزن الشديد
• الأفكار الانتحارية
• البكاء الذي لا يمكن السيطرة عليه.

تتضمن النوبة المختلطة أعراض الاكتئاب والهوس معًا.

ما أسباب الاضطراب ثنائي القطب؟

السبب الدقيق للاضطراب ثنائي القطب غير معروف، لكن الأطباء يعتقدون أن هناك صلة وراثية. العديد من الأشخاص المصابين بالاضطراب ثنائي القطب لديهم قريب أو أكثر مصاب بهذه الحالة.

العوامل الأخرى التي قد تكون مرتبطة بالاضطراب ثنائي القطب تشمل:

• تغيرات الدماغ: أظهرت الأبحاث أن هناك اختلافات دقيقة في هياكل الدماغ معينة لدى المصابين بالاضطراب ثنائي القطب.
• العوامل البيئية: قد يكون حدث مؤلم أو مرهق (على سبيل المثال، الوفاة أو الطلاق) سبباً في تطور الاضطراب ثنائي القطب.

كيف يتم تشخيص الاضطراب ثنائي القطب؟

يبدأ تشخيص الاضطراب ثنائي القطب بفحص جسدي ومناقشة متعمقة لتاريخك الطبي وأعراضك وتجاربك الحياتية وتاريخ عائلتك. قد يتم إجراء فحوصات الدم للمساعدة في استبعاد الحالات الأخرى.

سيقوم أحد المتخصصين بعد ذلك بإجراء تقييم للصحة العقلية لتحديد ما إذا كنت قد عانيت من نوبة واحدة على الأقل من الهوس الخفيف أو الهوس. ثم سيقومون بمراجعة أعراضك ونمطها والتأثير الذي تخلفه على حياتك، لتحديد نوع الاضطراب ثنائي القطب الذي تعاني منه.

يتم تشخيص الأشخاص المصابين بالاضطراب ثنائي القطب أحيانًا بشكل غير صحيح على أنهم مصابون بالفصام، بسبب وجود الهلوسة أثناء نوبات الهوس. كما يتم تشخيصه أحيانًا بشكل خاطئ على أنه اضطراب الشخصية الحدية، حيث أن الحالتين لهما أعراض متشابهة.

كيف يتم علاج الاضطراب ثنائي القطب؟

الاضطراب ثنائي القطب هو حالة طويلة الأمد، ولكن يمكن علاجه بشكل فعال لدى العديد من الأشخاص. قد يستغرق الأمر وقتًا طويلاً للعثور على العلاج الأكثر فعالية، وقد يكون هذا محبطًا، ولكن الالتزام بخطة العلاج مهم جدًا.

قد يشمل العلاج مزيجًا مما يلي:

• العلاج النفسي: يسمى العلاج بالكلام، ويهدف إلى المساعدة في تحديد وتغيير المشاعر والسلوكيات المزعجة. هناك العديد من أنواع العلاج النفسي المختلفة.
• الأدوية: هناك أنواع مختلفة من الأدوية التي يمكن تناولها والتي تعالج أعراض الاضطراب ثنائي القطب، بما في ذلك مثبتات المزاج ومضادات الذهان ومضادات الاكتئاب.
• استراتيجيات الإدارة الذاتية: يمكن أن يكون تعلم كيفية تحديد الأعراض المبكرة لنوبة المزاج، أو محفزات النوبة، مفيدًا للغاية.
• تغييرات نمط الحياة الداعمة: يمكن أن تساعد أشياء كثيرة، مثل التمارين الرياضية والتأمل، في دعم العلاج.
• العلاج بالصدمات الكهربائية: يستخدم عندما لا تكون الأدوية فعالة، ويتضمن ذلك تطبيق تيار كهربائي على الدماغ لإحداث نوبة.