ما هما الكليتان؟
يُشار إلى الكليتين بأنهما عضوين يشبهان حبة الفاصوليا، ويقع كلًا منهُما تحت القفص الصدري قرب منطقة منتصف الظهر. ولدى أغلب الناس كليتين حجم كل منهما بقدر قبضة اليد، وتقعان على جانبي العمود الفقري.
ما هي وظيفة الكليتين في جسم الإنسان؟
تقوم الكليتين بأداء أربع وظائف رئيسية في الجسم، وهي:
- الحفاظ على توازن نسبة السوائل في الجسم
- التخلص من الفضلات الزائدة
- ضبط وتنظيم ضغط الدم
- افراز هرمونات يحتاجها الجسم لصنع الدم وللمحافظة على قوة العظام. وتُعرَف الهرمونات على أنها إفرازات كيميائية تعمل على تحفيز نشاط خلايا الجسم وأعضاء أو تتحكم بها.
ويمر الدم عبر الكليتين لتنقيته قبل رجوعه إلى القلب، حيث أنه يدخل الكلية عن طريق الشرايين الكلوية. ويوجد في الكليتين ملايين من الوحدات التركيبية التي تُدعى بالنفرونات، والتي تقوم بشكلٍ أساسي بتنقية الدم والتخلص من الفضلات والسوائل الضارة الموجودة فيه. وتقوم الكليتان أيضًا بإنتاج البول، وهو عبارة عن سوائل زائدة وفضلات تم تصفيتها من الدم، وينتقل البول إلى المثانة عن طريق أنبوبين يُعرف الواحد منها بالحالب. أما المثانة فهي عبارة عن كيس يشبه البالون لخزن البول. وتتخلص المثانة من السوائل المخزونة فيها عن طريق عملية التبول عن طريق أنبوب يٌعرف بالإحليل.
وتقوم الكليتان بتنظيم ضغط الدم عن طريق السيطرة على كمية الماء في الدم، أي التحكم بكثافة الدم، حيث تُشير زيادة كثافة الدم إلى وجود سوائل كثيرة في القلب يلزم عليه ضخها، مما يؤدي إلى وضع ضغط أكبر على جدران الأوعية الدموية، الأمر الذي يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم. وتقوم الكليتان بالتحكُم بكثافة الدم عن طريق افراز هرمون محدد وخاص، وكذلك عن طريق تغيير توازن مواد كيميائية محددة، يدخُل في جُملتها البوتاسيوم والصوديوم.
وتقوم الكليتان أيضًا بإفراز عدد من الهرمونات المهمة ومنها:
- هرمون إيرثروبيتن: ويقوم هذا الهرمون بتحفيز نخاع العظم على صنع خلايا الدم الحمراء، ويُقصد بنخاع العظم النسيج الإسفنجي اللين في داخل عظام الجسم الكبيرة، حيث تُصنع فيها خلايا الدم الحمراء التي تحمل الأوكسجين إلى خلايا الجسم.
- هرمون الرينين: ينظم ضغط الدم.
- هرمون كالسيتريول: يحفز هذا الهرمون الأمعاء الغليظة والدقيقة على امتصاص الكالسيوم من الأغذية التي نتناولها، وهو من المعادن المسؤولة عن المحافظة على صحة الأسنان والعظام.
ما هو سرطان الكلى؟
يُشير سرطان الكلى إلى النمو غير الطبيعي لخلايا أنسجة الكلى، فبمرور الوقت تُشكل هذه الخلايا كتلة تسمى بالورم، وينشأ السرطان فيها عندما يحفز شيء ما تغيير هذه الخلايا، فتبدأ بالانقسام غير المنتظم. وللورم السرطاني الخبيث القابلية على النمو والتنقُل والانتشار إلى أنسجة وأعضاء حيوية أخرى في الجسم.
ما هي أنواع سرطان الكلى؟
تشير المعلومات التي يقدمها هذا المنشور إلى سرطان خلايا الكلى، إذ أنه أحد أنواع سرطان الكلى الأكثر شيوعًا. ويصنّف سرطان الكلى إلى أنواع من ضمنها:
- سرطان خلايا الكلى: هو نوع سرطان الكلى الأكثر انتشارًا بين البالغين ويمثل نسبة 85 % من حالات سرطان الكلى بشكل عام. وعادةً ما ينشأ سرطان خلايا الكلى من ورم منفرد في كلية واحدة، ولكن من الممكن أن يُصيب كِلتا الكليتين. وببدء المرض في الخلايا التي تُبطن الأنابيب الصغيرة التي هي جزء من النفرونات داخل الكليتين.
- سرطان الخلايا الانتقالي: ويشكل هذ النوع من السرطان ما يُقارب 6-7% من جميع حالات الإصابة بالسرطان. ويبدأ هذا المرض عادةً بالمنطقة التي يلتقي فيها الحالب بالجزء الرئيسي من الكلى، وتسمى هذه المنطقة بحوض الكلى، وقد يُصيب هذا المرض الحالب أو المثانة.
- الساركوما الكلوية (الورم السرطاني الخبيث الذي ينشأ في الأنسجة الرخوة): ويعتبر هذا النوع من سرطان الكلى من الحالات النادرة للغاية، ويشكل 1% من الإصابات، حيث يُصيب أنسجة الكلى الرابطة في بداية الأمر، وإذا لم يتم علاج هذا السرطان فقد ينتشر إلى الأعضاء الأخرى القريبة والعظام كذلك.
- ورم ويلمز: ويعد هذا النوع من سرطان الكلى الأكثر شيوعًا بين الأطفال، ويشكل 5% من أنواع سرطان الكلى.
ما هي أعراض الإصابة بسرطان الكلى؟
قد لا يُسبب سرطان الكلى أي أعراض ملحوظة في مراحل الإصابة المبكرة، إلا أنها تبدأ بالظهور عندما ينمو الورم السرطاني، ولهذا السبب لا يُشخّص سرطان الكلى إلا في مراحله المتقدمة بعد أن يبدأ بالانتشار والانتقال. وتشمل أعراض المرض ما يلي:
- ظهور دم مع البول، وتسمى هذه الحالة بالهماتوريا
- ظهور ورم أو كتلة في منطقة الكلية
- الشعور بألم في جانب البطن
- الشعور بالتعب
- الشعور بتوعك بشكل عام
- فقدان الشهية المصحوب أحيانًا بنقصان الوزن
- درجة خفيفة من الحمى
- الشعور بألم في العظام
- ارتفاع ضغط الدم
- الإصابة بفقر الدم الذي ينتج عن عدم توفر خلايا الدم الحمراء بكميات كافية
ما هي أسباب الإصابة بسرطان الكلى؟
لا يُعرف السبب الرئيسي المؤدي إلى الإصابة بسرطان الكلى، ولكن تم الكشف عن عدد من العوامل التي تساعد على الإصابة بالمرض، فالعامل المحفز للإصابة يتمثل إما في خصائص وسمات أو سلوك يرفع من احتمال الإصابة بالمرض. ومن العوامل التي تحفز وتعزز الإصابة بالمرض ما يلي:
- التدخين: يكون المدخنون أكثر عرضة للإصابة بسرطان الكلى، وكلما طالت مدة التدخين كلما زاد احتمال الإصابة بالمرض.
- البدانة: وتعتبر أحد عوامل خطر الإصابة بسرطان الكلى، إذ يرتفع احتمال الإصابة به بزيادة وزن الفرد باضطراد.
- ارتفاع ضغط الدم: ويُعرف أيضًا بفرط ضغط الدم، ويرتبط بارتفاع احتمال الإصابة بسرطان الكلة بصورة مباشرة.
- تاريخ العائلة الصحي: ترفع إصابة أحد أفراد العائلة بسرطان الكلى من احتمال إصابة أفراد العائلة الآخرين بالمرض.
- التعرض للإشعاع: يرتفع احتمال الإصابة بسرطان الكلى لدى النساء اللواتي يخضعن للعلاج الإشعاعي عند الإصابة بسرطان الأعضاء التكاثرية.
- تغيرات في الجينات الوراثية (الطفرات الوراثية): تحوي الجينات المُتوارثة تعليمات وظيفية لخلايا الجسم، ويزيد حدوث تغيرات في جينات معينة من احتمال الإصابة بسرطان الكلى.
- الخضوع طويل الأمد لعلاج غسيل الكلى: يُعرف غسيل الكلى بأنه عملية تنقية الدم عن طريق مروره خلال جهاز غسل خاص. ويتبع هذا الأسلوب العلاجي عند الإصابة بالفشل الكُلوي وعدم قيام الكليتين بوظائفهما الأساسية.
- الإصابة بالتصلُب الدرني في العائلة: يؤدي هذا المرض إلى اختلاجات وتخلف عقلي، بالإضافة إلى تشكُل أورام خبيثة في أعضاء مختلفة من الجسم.
- داء فون هيبل: لينداو (الورم الوعائي في الشبكية والمُخيخ): يُعد المصابون بهذا الِاضطراب الوراثي أكثر عُرضة للإصابة بسرطان الكلى، وينجم عن هذا الاضطراب نشوء أورام غير سرطانية في الأوعية الدموية المُغذية للدماغ والعينين.
ما مدى انتشار سرطان الكلى؟
يُصيب سرطان الكلى الرجال أكثر من النساء، ويزداد خطر الإصابة به مع التقدُم في السن.
من أكثر عُرضة للإصابة بسرطان الكلى؟
ترتفع حالات الإصابة بسرطان الكلى في دولة الإمارات سنويًا، إذ يرتفع خطر الإصابة به مع التقدُم في العمر. وتجدر الإشارة إلى أنه يُصيب الرجال أكثر من النساء.
كيف يتم تشخيص سرطان الكلى؟
عند ظهور اعراض الإصابة بسرطان الكلى يُجري الطبيب فحصًا جسديًا شاملًا للمريض، ويستعرض تاريخ العائلة الصحي. وقد يقوم الطبيب أيضًا بإجراء عدد من الاختبارات المحددة التي تساعد في تشخيص حالة المرض وتقييمها. وتشمل هذه الاختبارات ما يلي:
- تحليل البول: يتم مُعاينة وفحص عينة البول للتأكد ما إذا كان البول يحتوي على الدم أو حتى على آثار الدم التي لا تُرى بالعين المُجردة.
- اختبارات الدم: تهدف هذه الاختبارات إلى التأكد من عدد أنواع مختلفة من خلايا الدم، ويبين هذا الاختبار ما إذا كان هناك نقص في عدد خلايا الدم الحمراء الذي يؤدي إلى الإصابة بفقر الدم، أو ما إذا كان هنالك تراجعًا في وظائف عمل الكلى من خلال فحص مستوى الكراتينين.
- التصوير بالأشعة المقطعية: هو نوع خاص من التصوير بالأشعة السينية، يُستخدم فيه الكومبيوتر لالتقاط سلسلة من الصور الفوتوغرافية أو التشريحية للتراكيب الداخلية للجسم. ويجرى هذا الاختبار غالبًا عن طريق حقن مادة ملوّنة عبر الوريد، إلا أن المرضى الذين يعانون من تراجع في وظائف عمل الكلى قد لا يكون بمقدورهم الخضوع للحق الوريدي بهذه المادة الصبغيّة الملوّنة.
- التصوير بالرنين المغناطيسي: ينتج عن هذا الاختبار صور دقيقة للتراكيب الداخلية للجسم، وذلك بالاستعانة بموجات راديوية ومغناطيسية طويلة وجهاز كومبيوتر.
- الفحص بالموجات فوق الصوتية: يستخدم في هذا الاختبار موجات صوتية عالية التردد تنتقل عبر أنسجة الجسم لتكوين صور عنها، تُعرض على شاشة العرض. ويفيد هذا الفحص في الكشف عن الأورام السرطانية التي تكون الأنسجة المصابة به مُتراصة أكثر من الأنسجة السليمة.
- أخذ خزعة من النسيج الكلوي: وتؤخذ الخزعة من خلال إدخال إبرة دقيقة للغاية في نسيج الورم السرطاني، ثُم تُسحب عينة من أنسجة الورم. ويقوم الطبيب بمُعاينة العينة المأخوذة من النسيج تحت المجهر ليتأكد ما إذا كانت تحوي على خلايا سرطانية. وحيث قد لا تكون الخزعة دائمًا مصدرًا موثوقًا لتشخيص الإصابة بسرطان الكلى، قد لا يُوصي الطبيب المعالج بإجراء هذا الاختبار.
تٌصنف معظم أمراض السرطان على أساس مرحلة الإصابة به، وهي طريقة نافعة ومجدية لوضع الخطة العلاجية. وتٌحدد مرحلة الإصابة بالسرطان بناءً على عدة عوامل وفقًا للآتي:
- مكان الورم السرطاني وحجمه
- مدى تأثير المرض على العقد الليمفاوية
- مدى انتشار المرض إلى أعضاء الجسم وأنسجته الأخرى
يستعين الطبيب بالمعلومات التي تم الحصول عليها من الاختبارات السابق ذكرها لغرض تحديد مرحلة الإصابة بالسرطان.
مراحل سرطان الكلى
- المرحلة الأولى: لا يتعدى السرطان في هذه المرحلة الغشاء المغلّف للكلى، ويكون الورم بحجم 7 سينتمتر أو أقل، ولكنه لم يصل إلى العقد الليمفاوية أو الأنسجة الأخرى. وتُعرف العقد اللمفاوية على أنها مصافي أو مرشحات صغيرة الحجم تُخلص الجسم من الجراثيم والخلايا السرطانية، وتقوم بخزن الخلايا المقاومة للالتهاب.
- المرحلة الثانية: لا يتعدى السرطان في هذه المرحلة الغشاء المغلّف للكلى، ويكون الورم بحجم يزيد عن 7 سينتمتر، ولكنه لم يصل إلى العقد الليمفاوية أو الأنسجة الأخرى.
- المرحلة الثالثة: وفيها ينتشر الورم إلى الأوعية الدموية الرئيسية، مثل الوريد الكلوي والوريد الأجوف السفلي، أو إلى النسيج المحيط بالكلية أو العقد الليمفاوية في المنطقة المصابة.
- المرحلة الرابعة: في هذه المرحلة ينتشر المرض خارج الكلية مُصيبًا الغدة الكظرية، وهي غدة صغيرة تقع فوق الكلية، أو العقد اللمفاوية البعيدة أو أعضاء الجسم الأخرى.
ويتم أيضًا تصنيف الأورام السرطانية الكلوية على أساس شكل خلايا الورم ومدى اختلافها عن الخلايا السليمة، ويساعد تقييم الأورام الطبيب على تحديد سرعة انتشار المرض. فعندما تكون خلايا الورم مختلفة تمامًا عن الخلايا السليمة وتنقسم بسرعة فائقة فإنها تُعرف بالأورام الخبيثة سريعة الانتشار، كونها تنمو وتنتشر بسرعة أكبر بكثير من الأورام بطيئة الانتشار.
كيف يتم مُعالجة سرطان الكلى؟
يعتمد علاج سرطان الكلى على نوعه ومرحلته أو وتصنيف الورم، بالإضافة إلى عُمر المريض وصحته بشكلٍ عام. وتُعد العملية الجراحية الأسلوب العلاجي الأكثر شيوعًا لمعالجة سرطان الكلى، وتأتي الجراحة بطُرقٍ وأشكال متعددة، منها:
- استئصال جزئي للكلية: وفيه يتم استئصال الجزء الذي يحمل الورم من الكلية
- استئصال كلي للكلية: وفيه يتم استئصال الكلية بكاملها، إضافة إلى الغُدة الكظرية وبعض النسيج المحيط بالكلية، وقد تشمل أيضًا العُقد اللمفاوية المحيطة بالكلية.
وعندما يتم استئصال كلية واحدة فقط فان الكلية المتبقية تكون قادرة تمامًا على القيام بعمل كلتا الكليتين.
وتُعتبر الجراحة الأسلوب العلاجي المتبع في معظم مراحل السرطان. أما بالنسبة للعلاج الكيماوي، فتتوفر العديد من الأدوية الحديثة نسبيًا التي تعمل على منع وصول الدم وتدفقه إلى الورم بما يثبط نشاطه وتأثيره. تؤخذ هذه الأدوية عادةً عن طريق الفم ويمكن للمريض تحملها بشكل عام. بينما ينطوي أسلوب علاجي آخر على إعطاء أدوية تعمل على تنشيط الجهاز المناعي في الجسم المناعي لمقاومة الورم السرطاني والقضاء عليه.
يشترك بعض الأشخاص المصابين في تجارب إكلينيكية تعرف بالبرامج البحثية التي تستهدف المرضى، وذلك من أجل اختبار وتقييم فعالية الأساليب العلاجية والأدوية او الأجهزة الطبية الجديدة. وتجري التجارب الإكلينيكية أيضًا على العقاقير الجديدة المستخدمة في العلاج الكيميائي، إلى جانب الطرق الجديدة المتبعة في استخدام العلاج البيولوجي لمرضى سرطان الكلى.
ما هي التكهُنات المستقبلية للمُصابين بسرطان الكلى؟
تعتمد فرصة الشفاء من المرض على نوع السرطان ومرحلة الإصابة به، إذا كان السرطان في الكلى فقط او انتشر إلى الأعضاء أو الأنسجة المحيطة في الجسم. كما تعتمد فرصة الشفاء على الحالة الصحية العامة للمريض.
وكما في أنواع الأمراض السرطانية الأخرى، ترتفع فرصة علاج سرطان الكلى والتماثل للشفاء عند الكشف عنه وتشخيصه في مراحله المبكرة، إذ يكون المُصاب به قابلًا للشفاء والتعافي بصورة عامة قبل أن ينتشر المرض خارج النسيج المحيط بالكلى.
هل من الممكن الوقاية من سرطان الكلى؟
لا يمكن الوقاية من سرطان الكلى، وذلك لعدم معرفة السبب الكامن وراء الإصابة به بالتحديد، إلا أنه من الممكن تجنب بعض من عوامل الخطر التي تهدد بالإصابة به، ومنها الإقلاع عن التدخين وعدم التعرض لمادة الأسبست والكادميوم.