الأمراض والأعراض

التصلب العصبي المتعدد: فهم المرض

ما هو التصلب العصبي المتعدد؟

التصلب العصبي المتعدد هو مرض يعيق وظيفة كلّ من الدماغ والنخاع الشوكي. عند الإصابة بهذا المرض، يقوم الجهاز المناعي في الجسم بمهاجمة الميالين وهي الغطاء الواقي للألياف العصبية، مما يؤثر على عملية انتقال الرسائل الكهربائية داخل الدماغ ومن الدماغ وإلى بقية أعضاء الجسم. وبالتاليّ من الممكن أن يتلف هذا المرض الأعصاب مما يؤدي إلى التندب. وتعود جذور كلمة Sclerosis’ “تصلب” إلى اليونانيّة وهي تعني تندب الأعصاب، أما كلمة ‘Multiple’ “متعدد” فهي تشير إلى الأجزاء المتعددة للدماغ والنخاع الشوكي الّتي يفتك بها هذا المرض.

تتفاوت حدّة الأعراض وطبيعتها تبعاً لمستوى تلف الأعصاب ونوع الأعصاب المُصابة. فقد يعاني بعض الأشخاص من أعراضٍ خفيفة من وقتٍ إلى آخر، بينما يختبر بعضهم تراجعاً تدريجياً في قدرتهم على المشي.

تم اكتشاف مرض التصلب العصبي المتعدد قبل عدة قرونٍ وفي معظم تلك الفترة لم يتم اكتشاف أيّ طرق علاج فعّالة له. ولكن خلال السنوات العشرين الماضيّة، تم توفير أدويّة فعّالة للغاية في علاج التصلب العصبي المتعدد تُعرف باسم الأدوية المُعدلة لسير المرض، والّتي بإمكانها تغيير مسار الأمراض بشكلٍ عام. وبالرغم من ذلك، لم يتم اكتشاف علاج شافٍ لهذا المرض حتّى الآن كما لا يزال سببه غير معروف إلّا جزئياً.

التعرف إلى مرض التصلب العصبي المتعدد وفهمه

من المستحيل فهم مرض التصلب العصبي المتعدد من دون الاطلاع على وفهم كيفية عمل كلّ من الجهاز العصبي والجهاز المناعي في حالتهما الطبيعية.

كيف يعمل الجهاز العصبي؟

يُقسم الجهاز العصبي إلى قسمين: القسم المركزي والقسم المحيطي. يشمل القسم المركزي الدماغ والنخاع الشوكي والأعصاب البصريّة. يقع القسم المحيطي خارج موقع القسم المركزي، ويشمل الأعصاب التي ترسل إشاراتها الحسيّة من النخاع الشوكي إلى العضلات وتلك التي تُعيد الإشارات الحسيّة من الجلد وإلى النخاع الشوكي.

تسمى الخليّة الأساسية في الجهاز العصبي بالعصبون أيّ الخلية العصبيّة. ويقع جسم الخلية العصبية في الدماغ، حيث تمتد أليافه العصبيّة الطويلة وصولاً إلى النخاع الشوكي. وتسمى هذه الألياف العصبية بالمحور العصبي، والذي تُغطيه مادة دهنيّة عازلة وحامية تدعى الميالين.

تَشغَل أجزاء الدماغ وظائف فريدة ومختلفة. فعلى سبيل المثال، عندما تحرّك قدمك اليمنى، يتم تحفيز جسم الخلايا العصبيّة في القشرة الحركية للجانب الأيسر من الدماغ. وفي لحظتها يتم إرسال إشارة عصبيّة كهربائية عبر المحور العصبي للخلية العصبية باتجاه النخاع الشوكي. وبالتالي يتم نقل هذه الإشارة على طول محور خليةٍ عصبيةٍ أخرى وإلى خارج النخاع الشوكي، فتتحد هذه المحاور العصبية لتشكل عصباً واحداً دوره نقل الإشارة العصبية التي تُحفز العضلة على التحرك.

وكذلك الحال عندما تدوس على جسمٍ حاد، حيث تقوم المحاور العصبية النهائية للخلايا العصبيّة الموجودة في قدمك بإرسال إشارات كهربائية عبر الأعصاب باتجاه النخاع الشوكي وصولاً إلى المنطقة الحسية في الدماغ. وبما أن الأعصاب تنقل الإشارات الكهربائية فهي بحاجة إلى عازلٍ شبيه بذلك الذي تعتمده جميع الأنظمة الكهربائية، يكون دوره أن يمنع حدوث قصور في الدائرة الكهربائيّة ويضمن الانتقال الفعّال للتيار الكهربائي. وتقوم مادة الميالين العازلة المُغلفة للأعصاب بهذه المهام.

الجهاز المناعي

يعتبر الجهاز المناعي بمثابة النظام الّذي يدافع عن جسم الإنسان ويحميه من الأمراض المعديّة والسرطانات. وتُعتبر كريات الدم البيضاء بمثابة “جنود الصف الأمامي” للنظام الدفاعي هذا. وبالرغم من تنوّع كريات الدم البيضاء في الجسم، إلا أن الخلايا البائية والتائية هما المسببان الرئيسان لأمراض المناعة الذاتيّة. فتفرز الخلايا البائية والتائيّة مواد كثيرة مسببة للالتهابات. ويشير مصطلح “التهاب” إلى ردة الفعل الوقائيّة التي يشنّها الجهاز المناعي دفاعاً عن المنطقة المُصابة بالاعتداء الخارجي الغريب. فتتراكم خلايا الدم البيضاء في المنطقة المُلتهبة وتفرز مواد تسبب الضرر.

أمراض المناعة الذاتية

يُخطئ الجهاز المناعي أحياناً في تحديد الأجسام الغريبة المعادية للجسم فيقوم بالتعامل مع خلايا الجسم السليمة على أنها غريبة ويهاجمها مما يسبب التهاباً. قد تصيب الأمراض المناعة الذاتية أي عضو في الجسم تقريباً، وهي تشمل الأمراض التاليّة: التهاب المفاصل الروماتويدي، قصور الغدة الدرقية، التهاب القولون التقرحي، مرض كرون، البهاق الجلدي والصدفيّة. تعتبر أنواع الالتهابات الناجمة عن الكثير من أمراض المناعة الذاتية شبه متطابقة، وبالتالي فإن الأدوية الّتي تستخدم لمعالجتها غالباً ما تحمل التركيبة ذاتها مع اختلاف نوع المادة المُحفزة لجهاز المناعة. قد يصيب الشخص أكثر من مرض مناعة ذاتي واحد وذلك تبعاً لطبيعة جسمه التي تحدد إن كان عرضة للإصابة بأكثر من مرض مناعة ذاتي واحد. ونظراً لارتباط الإصابة بأمراض المناعة الذاتية بعواملٍ وراثية، قد تصيب هذه الأمراض أكثر من فرد من نفس العائلة.

يُعد التصلب العصبي المتعدد أكثر أمراض المناعة الذاتية شيوعاً التي تؤثر على الجهاز العصبي المركزي والذي يشمل الأعصاب البصرية للدماغ والنخاع الشوكي. لم تُعرف جميع المواد المُحفزة للاستجابة المناعية في الجهاز العصبي المركزي، ولكن يعتبر الميالين، وهو بروتين يغطي الأعصاب، أحد هذه المواد.

اعرف المزيد عن أعراض وأسباب التصلب العصبي المتعدد وعوامل الخطر للإصابة به هنا.

©حقوق الطبع والنشر 2024 محفوظة لكليفلاند كلينك أبوظبي. جميع الحقوق محفوظة.

تمت مراجعة هذه الصفحة من قبل متخصص طبي من كليفلاند كلينك أبوظبي. المعلومات الواردة في هذه الصفحة ليست مقدمة لتحل محل المشورة الطبية لطبيبك أو مقدم الرعاية الصحية. يرجى استشارة مقدم الرعاية الصحية الخاص بك للحصول على المشورة بشأن حالة طبية معينة.

تعرف على المزيد حول عملية التحرير لدينا هنا.

نحن هنا لمساعدتك على إدارة خدماتك الصحية بكل سهولة

800 8 2223 طلب موعد معاينة طبية
CCAD

أطباؤنا

تعرف على جميع أطبائنا في مستشفى كليفلاند كلينك أبوظبي

اطلع على جميع الأطباء
CCAD

قصص المرضى

استمع إلى قصص مرضانا الملهمة

اعرف المزيد
CCAD

شركاء التأمين

يتعاون كليفلاند كلينك أبوظبي مع مجموعة واسعة من شركات التأمين الصحي

اعرف المزيد