تقعُ على عاتِق المريض حقوق ومسؤوليات من ضمنها معرفة وتمييز الأدوية التي تتاح له بوصفةٍ طبية، فكلّما عرف المريض المزيد عن الأدوية التي يأخذها وعن فائدتها، أصبحت مكافحة أعراض المرض أيسر وأسهل.
ويلفت الانتباه إلى ضرورة عمل المريض والطبيب معًا ضمن شراكةٍ تهدف إلى تطوير وتعديل واتّباع خطة دوائية ناجحة وفعالة. ولهذا يتحتّم فهم أهداف العلاج والسعي لتحقيقها بالتعاون مع الطبيب. كما ينبغي على المريض كذلك التحدّث عن الغايات المرجوّة من الأدوية كي يتأكد من جدوى الخطة العلاجية.
ويجدر بالذكر أنّ نوع الأدوية التي يحتاجها المريض وجرعاتها قد يتغيّران حسب الموسم ومكان إقامة المريض وغير ذلك من العوامل. ومن جهة ثانية تتباين الأدوية أيضًا نظرًا لتبايُن مُثيرات الحالات المرضية المُختلفة، مثل الالتهابات الفيروسية والمواد المُهيِّجة للحساسية والتلوّث والهواء البارد والرياضة. وقد يستغرق الأمر لمعظم المصابين بالانسداد الرئوي المزمن العديد من الأسابيع لاستنباط خطة علاجية ينتج عنها السيطرة على أعراض المرض بصورةٍ كبيرة.
الإرشادات الدوائية العامة
- على المريض إبلاغ الطبيب عن أي نوع من الحساسية الموسمية التي تنتابه قبل أن يعمد الأخير إلى وصف الدواء له. وعليه أيضًا إخباره عن جميع الأدوية الأخرى التي يتناولها بما فيها الفيتامينات ومستحضرات الأعشاب الطبية التي يُمكنه ابتياعها دون وصفةٍ طبية.
- ينبغي على المريض أن يعرف أسماء أدويته وفعالياتها، وكذلك التسميات الأصلية والبديلة وجرعاتها وآثارها الجانبية. علاوة على ما ذُكِر يتحتّم على المريض أن يُبقي بحوزته دائمًا قائمة بأسماء أدويته وبعدد الجرعات ووتيرة أخذها.
- ينبغي على المريض أن يعرف الآثار الجانبية المُترتّبة على استعمال أدويته، وعليه أيضًا الاتصال بطبيبه إذا كان يُعاني من الآثار الجانبية المفاجئة والمزعجة.
- الالتزام الدقيق بأخذ الأدوية حسبما توصف وفي نفس المواعيد اليومية، وعدم التوقّف عن الأدوية أو استبدالها دون استشارة الطبيب أولًا، حتى وإن شعر المريض بتحسن فعليه مواصلة أخذ الدواء، لأن الانقطاع عن بعض الادوية قد يُردّي الحالة المَرَضية.
- على المريض الاعتياد على وتيرة أخذ الدواء، وقد يُساعِده في ذلك شراء عُلبة حبوب الدواء (كما في الشكل الجانبي) المُصنفة حسب أيام الأسبوع. وبذلك يُمكن للمريض تعبئة عُلبة الدواء بالحبوب الطبية في بداية كُلِّ أسبوع، ذلك لتيسير تَذَكُّرها.
- الاحتفاظ بمُفكرة أو تقويم دوائي لتدوين عدد مرّات أخذ الدواء. وتجدر الإشارة إلى أنّ المُلصَق التعريفي للدواء يبيّن للمريض كمية الجرعة المُحددة التي من المُمكن للطبيب تغييرها دوريًا بناءً على مدى تجاوب المريض مع الدواء. ويمكن للمريض أن يُدْرِج في مفكّرته الدوائية جميع التغييرات الحاصلة على الجرعات الدوائية التي يصفها الطبيب له.
- على المريض غَسْل يديه قبل تحضير وأخذ الأدوية.
- على المريض أن يتريّث ويعيد التحقق من أسماء وجرعات جميع أدويته قبل أخذها.
- تعبئة الوصفات الطبية بانتظام وطرح جميع الأسئلة المتعلقة بإعادة تعبئة الوصفات على الصيدلاني. إضافة لذلك ينبغي على المريض الاحتفاظ برقم هاتف الصيدلية ورقم الوصفة واسم الدواء وجُرعته، ذلك ليَسْهُل عليه الاتصال بالصيدلية عند الحاجة لتعبئة الدواء.وعليه أن يسعى إلى تعبئة جميع وصفاته الدوائية من نفس الصيدلية ليتيح للصيدلاني رَصْد التفاعلات وتقديم عبوات الدواء وجُرعاتها المناسبة. لذلك على المريض الطلب من الصيدلاني أن يتأكد من إعطائه الوصفة الصحيحة عند ارتيابه في شكل ومظهر عبوة الدواء الجديدة.
- عدم الانتظار حتى نفاذ الدواء كلّيًا قبل إعادة تعبئته، وينبغي الاتصال بالصيدلية أو بعيادة الطبيب قبل يَوْمَين من موعد نفاذ الدواء، وينبغي عليه إبلاغ الطبيب عند مواجهة المتاعب في الذهاب إلى الصيدلية، أو إذا كان المريض في ضائقة مادية، أو أي مشاكل أخرى تَحُول دون حصوله على الأدوية فربّما يكون المُرشد الاجتماعي موجودًا ليمُد يدّ العون للمريض.
- على المريض الإسراع في أخذ جرعة الدواء التي فاته تناولها حالما يتذكرها. ولكن إذا كان موعد جرعة الدواء التالية وشيك يمكن للمريض تخطّي الجرعة الفائتة ومُتابعة جدول مواعيد الجُرعات المعتاد. ولا بدّ من لَفت الانتباه إلى عدم تناول جرعتين في الوقت ذاته للتعويض عن الجرعة الفائتة إّل بموجب تعليمات الطبيب.
- عدم تقليل الجُرعة الدوائية لغرض توفير المال، بل يجب تناول الكمية كاملةً للانتفاع التام من العلاج، وينبغي استشارة الطبيب بشأن تقليل تكاليف أدوية المريض.
- التأكُّد ما إذا كان التأمين الصحي يُغطي تكاليف شراء الوصفة الطبية، وعلى المريض تذكير طبيبه بنوع تغطية التأمين التي لديه.
- عدم التوقف عن أخذ الدواء ووجوب التحدث إلى الطبيب عن القلق الذي يُساور المريض بشأن دوائه وفاعليته.
- حِفظ الأدوية في عبواتها الأصلية وبموجب التعليمات المرفقة مع الوصفة الطبية.
- تفقّد الأدوية السائلة بين الحين والآخر حيث ينبغي التخلص منها وشراء أدوية جديدة عندما يتغيّر لونها أو يصبح قوامها بلّوريًا.
- الامتناع عن أخذ العقاقير دون وصفة طبية أو مستحضرات الأعشاب الطبية دون استشارة الطبيب أولًا.
- حمل الأدوية أثناء السفر كي يتمكن المريض من أخذها في أوقاتها المحددة. وعند قيام المريض برحلات أطول ينبغي عليه أخذ أدوية تكفي لأسبوعٍ إضافي ونسخ من وصفاته الطبية إن احتاج إلى إعادة تعبئة تلك الأدوية اثناء سفره.
حقائق ونصائح مفيدة
- يستعمل المرضى دواء الانسداد الرئوي المزمن لتحسين حالة الأعراض ولكنّها لا تُشفي من هذا المرض.
- يحتاج معظم الأشخاص إلى أخذ أكثر من نوعٍ واحد من الأدوية، ولكن لا يتناول كُلُّ من يُعاني من الانسداد الرئوي المزمن نفس الدواء.
- هنالك العديد من أدوية الانسداد الرئوي المزمن التي تتوفر بأشكالٍ كثيرة مثل الحبوب والمساحيق والسوائل والحُقَن والأدوية المُستنشقة (عبر الأنف أو الفم).
- تعدّ أدوية الانسداد الرئوي المُزمن بوجه عام آمنة إلى حد كبير، ومع ذلك من المتوقع أنها تترافق مع آثارٍ جانبية تتفاوت اعتمادًا على نوع الدواء والجرعة المأخوذة. ويجب على المريض أن يطلب من طبيبه توصيف التأثيرات الجانبية للدواء.
- قد تتبدّل طريقة تجاوب الجسم مع الأدوية بمرور الوقت، وهذا قد يستلزم إجراء تعديل على الأدوية. ولذا ينبغي إبلاغ الطبيب عند ملاحظة تغيُّر في مدى فعالية سَيْر الخطة العلاجية.
أنواع أدوية الانسداد الرئوي المزمن
- قد يوصف للمريض الأوكسجين في حال عدم توصيل الرئتين ما يكفي منه إلى الدم. إن استنشاق الأوكسجين الموصوف يزيد من مُستوى الأوكسجين في الدم، كما يقلل من الجهد الزائد الذي يبذله القلب ويخفف من ضيق التنفس.
- تعمل عقاقير توسيع الشُّعب الهوائية على إرخاء الحُزم العضلية التي تحيط بالممرات التنفسية، مما يؤدّي إلى فتحها كما يسمح بدخول وخروج كمية كبيرة من الهواء خلال الرئتين فيتحسّن نمط التنفّس. علاوة على ذلك تساعد عقاقير توسيع الشُّعب الهوائية أيضًا على إزالة المخاط من الرئتين. فعندما تنفتح الممرات التنفسية يتحرك المُخاط بحرّية بحيث يُمكن بصقه بسهولة ويُسر.
- تعمل مضادّات الكولين على إرخاء الأشرطة العضلية التي تحيط بالممرات الهوائية. ويؤدّي هذا إلى فتح الممرات الهوائية كما يسمح بدخول وخروج كمية كبيرة من الهواء خلال الرئتين ممّا يحسّن نمط التنفّس. ومن جهة ثانية تساعد مضادّات الكولين أيضًا على إزالة المخاط من الرئتين. وعند انفتاح الممرات الهوائية يتحرك المخاط بسلاسة بحيث يمكن طرحه خارج الجسم بسهولة. يُضاف إلى هذا أنّ مضادّات الكولين تعمل بوتيرة أبطأ من عقاقير توسيع الشُّعب الهوائية سريعة المفعول.
- يمكن استعمال مُعَدِّلات اللوكوترينات، وهي مواد كيميائية تنشأ في الجسم بشكل طبيعي وتؤدي إلى تضيّق عضلات الممرات الهوائية وإفراز المخاط والسوائل. من جهة ثانية تعمل هذه العقاقير الجديدة على عرقلة هذه المواد الكيميائية وتقليل تفاعلاتها، كما تساعد على تحسين حالة الممرات الهوائية وتقليل أعراض المرض في بعض الأشخاص.
- تُقلل مضادات الأرجية الورم وإفراز المخاط في الممرات الهوائية وبهذا تصبح أقلّ حساسيةً وأقلّ تفاعُلًا مع المواد المهيّجة. وينبغي أخذ هذه المضادات يوميًا ولعدّة أسابيع قبل أن تبدأ بالسيطرة على أعراض المرض. علاوة على ذلك تؤدّي مضادات الالتهاب والأرجية إلى والأرجية إلى
- تقوم مُقَشِّعات وطاردات البلغم بتمييع وترقيق المخاط في الممرات الهوائية كي يسهل بصقه عند السعال ويجب أخذ هذه الأدوية مع كأس مملوء بالماء.
- تُخفف مضادات الهيستامين من احتقان الوجه وتدميع العينين والعُطاس. ورغم فعاليتها في تخفيف هذه الأعراض إلا انها قد تسبب جفاف الممرات الهوائية فيشعُر المريض بصعوبة التنفس وصعوبة سعل المخاط الزائد. والجدير بالذكر أنّ هذه الأدوية تؤخذ مع الطعام للتقليل من التلبّك المعدي.
- توصف المضادات الحيوية أحيانًا لمعالجة الالتهابات وللتعافي من بعض التوعُكات الصحية. وتجدر الإشارة إلى أنه من أجل التخلّص نهائيًا من الالتهاب والشفاء من المرض بسرعة أكبر، لا بدّ للمريض من أخذ المضادات الحيوية طوال فترة العلاج بأكملها حتى وإن أحسّ بتحسنٍ في حالة الأعراض.
- توصف العقاقير المضادة للفيروسات للوقاية من الأمراض التي تنجم عن الفيروسات، حيث تستخدم في أغلب الأحيان للوقاية من الإنفلونزا والتي تشكّل خطرًا على المصابين بالانسداد الرئوي المزمن بشكلٍ خاص.
حقوق الطبع والنشر 2017 كليفلاند كلينك أبوظبي. الحقوق محفوظة.
هذه المعلومات مقدمة من كليفلاند كلينك أبوظبي، التابعة لمبادلة للرعاية الصحية، ولا يُقصد منها أن تحل محل المشورة الطبية المقدمة من طبيبك أو مقدم الرعاية الصحية. يرجى استشارة مقدم الرعاية الصحية الخاص بك للحصول على المشورة بشأن أي حالة طبية خاصة.