يُستخدَم الأسبرين كمسكن للألم منذ أكثر من مائة عام، ثم أصبح يستخدم أيضًا للوقاية من أمراض القلب وعلاجها منذُّ مطلع سبعينيات القرن الفائت، وتُوصي الجمعية الأمريكية لأمراض القلب بأخذ أسبرين الأطفال في حال الشخص الذي أخبره الطبيب بأنه معرض لخطر الإصابة بنوبةٍ قلبية، أو إذا كان قد تعرض لنوبةٍ قلبية سابقًا، في حين تعتبر إدارة الغذاء والدواء الأمريكية أن الأسبرين ضروري فقط في حال مريض القلب أو الشخص الذي أصيب سابقًا بنوبةٍ قلبية أو سكتة دماغية، وتحذر من أن الأسبرين يضع المريض في دائرة خطر الإصابة بالنزيف، وهذا أمر يتعدّى منافع الأسبربن لدى الشخص الذي لم يصب مسبقًا بنوبةٍ قلبية أو سكتة دماغية.
ما هي فائدة الأسبرين للقلب؟
- الوقاية من الخثرات الدموية: يمنع الأسبرين المواد الموجودة في الدم من تكوين الخثرات الدموية، علمًا أنَّ هذه الخثرات تعتبر مفيدة عندما تحد من حدوث النزيف ومُضِرةً عندما تؤدي إلى انسداد الشرايين الواصلة إلى القلب أو الدماغ، فيما يُعرف بالجلطة الدموية، مما يزيد من مخاطِر الإصابة بالنوبة القلبية أو السكتة الدماغية
- الحد من خطر الإصابة بالنوبة القلبية والسكتة الدماغية الإقفارية مستقبلًا: في حال المريض الذي أصيب بتلك الحالتين في السابق
- الحد من خطر الوفاة: يُقلل أخذ الأسبرين أثناء الإصابة بالنوبة القلبية من احتمال تعرض القلب للضرر ويزيد من فرص بقاء المصاب على قيد الحياة
- إنَّ أخذ جرعات صغيرة من الأسبرين يحد من خطر الإصابة بأنواع معينة من السرطان.
من يستفيد من العلاج بالأسبرين؟
ينبغي استشارة الطبيب قبل البدء بأخذ الأسبرين، وإخباره في حال المعاناة من الحساسية تجاه الأسبرين والإيبوبروفين والناروكسين. يُنصح بالأسبرين للأشخاص الذين شُخّصت إصابتهم بأمراض القلب والأوعية الدموية، والمريض الذي يعاني من الحالات التالية:
- تصلُّب الشرايين (التصلب العصبي العصيدي)
- السكتة الدماغية الإقفارية أو النوبة الإقفارية العابرة
- إصابة سابقة بنوبةٍ قلبية أو ظهور أعراض النوبة القلبية
- الذبحة الصدرية (ألم في الصدر)
- الخضوع لجراحة مجازة القلب أو رْأب الأوعية الدموية أو تثبيت الدعامة القلبية لتوسيع الأوعية الدموية المتضيَّقة
ما هي جرعة الأسبرين التي ينبغي أخذها؟
على المريض استشارة الطبيب حول منافع ومخاطر العلاج بالأسبرين قبل البدء في أخذه بانتظام. يُنصح بأخذ أسبرين الأطفال أو جرعة 81 ملغرام من الأسبرين يوميًا للوقاية من الإصابة بالنوبة القلبية في المستقبل، كما توجد جرعات أكبر أو أصغر من ذلك في أنواع متعددة من أسبرين الكبار، وعلى المريض استشارة الطبيب لتحديد الجرعة الأنسب له.
كيف ينبغي أخذ الأسبرين؟
- تجنب أخذ الأسبرين عندما تكون المعدة فارغة وتناوله مع كأس كاملٍ من الماء أثناء أو بعد وجبة الطعام لتجنب اضطرابات المعدة.
- الامتناع عن مضغ أو كسر أو هرس الأقراص أو الكبسولات مديدة المفعول بل بلعها كاملة، فيما يمكن مضغ أو هرس أقراص الأسبرين القابلة للمضغ أو إذابتها في السوائل.
- الامتناع التام عن أخذ الأسبرين عوضًا عن الأدوية أو العلاجات الأخرى الموصوفة من قبل الطبيب.
- تجنب المشروبات الكحولية عند أخذ الأسبرين لأن ذلك يزيد من خطر الإصابة بالنزيف في المعدة.
- الاستفسار من الطبيب أثناء استخدام الأسبرين عن الأدوية الأخرى التي يمكن أخذها لتخفيف الألم أو لعلاج نزلات البرد الخفيفة، وقراءة المُلصق التعريفي لجميع مُسكنات الألم وأدوية نزلات البرد للتأكد من خلوها من الأسبرين، إذ قد يحدث نزيف جراء أخذ الأدوية الأخرى التي تحتوي على الأسبرين، أو عند أخذ العقاقير الاستيروئيدية المضادة للالتهابات في فترة أخذ الأسبرين بانتظام.
- قد يُطلًب من المريض التوقف عن أخذ الأسبرين لِمدة أسبوع أو خمسة أيام قبل الخضوع لعملية جراحية حتى وِإن كانت الجراحة للعناية بالأسنان، إذ ينبغي استشارة الطبيب قبل ذلك.
- عدم التوقف عن أخذ الأسبرين أو أي دواء آخر دون استشارة الطبيب أولًا.
أخذ الأسبرين أثناء الإصابة بالنوبة القلبة
عندما يلاحظ المريض أعراض النوبة القلبية عليه أولًا الاتصال بوحدة الطوارئ على الرقم 999 على الفور وعدم الانتظار لحين الحصول على المساعدة. وفي حال كان المريض لا يعاني من حساسية تجاه الأسبرين قد يطلب منه موظف وحدة الطوارئ مضغ قرص أسبرين بِجُرعة 325 ملغرام ببطء لأن له تأثير كبير على تخفيف الحالة إذا تناول المريض الجرعة في غضون 30 دقيقة من بداية ظهور الأعراض.
ما هي مخاطر الأسبرين؟
حيث أن جميع الأدوية يترتب عليها بعض المخاطر، من الضروري استشارة الطبيب قبل البدء بأخذ الأسبرين الذي ينجم عنه المخاطر التالية:
- يزيد من مخاطِر النزيف والإصابة بقروح المعدة
- يمكن أن يزيد الأسبرين من مخاطِر التعرض للنزيف في الدماغ خلال الإصابة بالسكتة الدماغية
- تشمل بعض الآثار الجانبية الشائعة للأسبرين الشعور بالغثيان وتهيُّج المعدة والشعور بالتوتر واضطراب النوم، وينبغي الاتصال بالطبيب في حال استمرار هذه الأعراض أو تفاقُمها.
على المريض الاتصال بالطبيب على الفور في حال ظهور أي من الآثار الجانبية المذكورة أدناه:
- آلام شديدة أو حرقة في المعدة
- التقيؤ أو الغثيان الشديد
- ملاحظة أي علامات تُشير إلى النزيف ومنها ظهور الدم في البول أو البراز أو الرعاف، وهو ما يعرف بالنزف الأنفي، وكدمات غير عادية ونزيف شديد من الجروح البسيطة وتغيير لون البراز إلى لونٍّ أسود داكن كلون مادة القطران والسعال المصحوب بالدم وغزارة الطمث لدى المرأة والنزيف المهبلي دون سببٍ ملحوظ وخروج القيء بشكل تفل القهوة.
- ظهور علامات تدل على الإصابة بالحساسية ومنها الشرى وتورّم الوجه والطفح الجلدي
- نوبة رّبو، والتي تُشير أيضًا إلى الحساسية
- طنين في الأذن
- نوبات صداع شديدة
- الارتباك وتشوش الذهن
من هو الشخص الذي يتحتم عليه تجنب الأسبرين؟
- الشخص الذي يعاني من الحساسية تجاه الأسبرين
- المرأة الحامل، إلا إذا كانت تعليمات الطبيب خلاف ذلك
- المريض المقرر له إجراء عملية جراحية أو الخضوع لإجراء طبي متعلق بصحة الفم والأسنان، إذ يتوجب الاتصال بالطبيب أو طبيب الأسنان للتأكد من ضرورة التوقف عن أخذ الأسبرين من عدمه والمدة التي يجب خلالها التوقف عن أخذ الأسبرين قبل الخضوع للعملية أو الإجراء.
- الشخص المسرف في المشروبات الكحولية
- الطفل دون سن ال 18 عامًا وهو في طور الشفاء من التهاب فيروسي كالإنفلونزا أو الجدري
- المريض الذي يعاني من القروح أو اضطرابات النزيف