نجح فريق من الأطباء الأخصائيين في مستشفى "كليفلاند كلينك أبوظبي"، أحد مرافق الرعاية الصحية عالمية المستوى التابعة لشركة مبادلة للاستثمار، في علاج مريض يعاني من بثور وتقرحات جلدية تنتج عن الإصابة بأحد أمراض المناعة الذاتية المعروف باسم بالداء البطني، الذي يعاني المصابون به من عدم القدرة على تحمل الغلوتين.
وكان المرض قد تسبب بتشكيل فقاعات مملوءة بالسائل على جلدة فروة الرأس والوجه والجسم لدى المريض الذي ليس لديه أي تاريخ عائلي للإصابة بآفات وحساسية جلدية مماثلة أو بالداء البطني أو أي نوع من أمراض الجهاز المناعي، لكن فحص خزعة الجلد بيّن إصابته بحالة جلدية تسمى "التهاب الجلد الهربسي الشكل".
وقال الدكتور محمد أبو زعكوك، استشاري أمراض المناعة والحساسية في معهد التخصصات الطبية الدقيقة في المستشفى والمشارك في إعداد توصيات المعهد الوطني للصحة والرعاية المتميزة في بريطانيا (نايس) حول تشخيص الداء البطني وتقييمه وعلاجه، أن المريض، وهو شاب إماراتي يبلغ من العمر 35 عاماً، كان يعاني من تقرحات جلدية حادة ومزمنة منذ أكثر من 4 سنوات، وأوضح أن "هذا النوع من الطفح الجلدي، الذي يسمى التهاب الجلد الهربسي الشكل، غالباً ما يصيب الشعوب ذو الأصول شمال أوروبية، لكنه نادر الحدوث لدى الشعوب العربية والآسيوية والأفريقية".
وأكد د. أبو زعكوك أن هناك عوامل جينية وغذائية وبيئية تلعب دوراً في الإصابة بالداء البطني، وهو مرض مناعة ذاتية في الأمعاء ينجم عن قيام الجهاز المناعي بإنتاج أجسام مضادة وخلايا خاصة تهاجم بطانة الأمعاء الدقيقة وتلحق التلف بها بعد التعرض لبروتين الغلوتين الذي يوجد في القمح والشعير والشوفان.
وأضاف د. أبو زعكوك: "لم تظهر لدى المريض أي من الأعراض المرتبطة عادة بمرض حساسية الغلوتين، لكن الفحوصات بينت وجود دليل قوي على إصابته بالداء البطني. لذلك عالجنا الطفح الجلدي بواسطة الأدوية وأوصينا المريض باتباع حمية غذائية خالية من الغلوتين للسيطرة على الحالة على المدى البعيد. وبالفعل، بدأت أعراض المرض تتراجع بشكل ملحوظ بعد فترة قصيرة من العلاج إلى أن تلاشت كلياً".
هذا ويختص برنامج طب المناعة والحساسية التابع لمعهد التخصصات الطبية الدقيقة في مستشفى "كليفلاند كلينك أبوظبي" بتشخيص وعلاج نطاق واسع من أمراض الحساسية والمناعة. يوفّر البرنامج عدّة أساليب علاجية حديثة ومتطورة على يد فريق طبي متعدد التخصصات يضم أخصائيين في أمراض المناعة والحساسية، يعملون بالتعاون مع أخصائيين في أمراض الرئة والجلد والأذن والأنف والحنجرة والروماتيزم.
وأشار د. أبو زعكوك إلى أن عيادة طب المناعة والحساسية في مستشفى "كليفلاند كلينك أبوظبي" قد نجحت مؤخراً في اجتياز تقييم الشبكة الأوروبية للربو وأمراض الحساسية والهيئات التابعة لها، مثل الأكاديمية الأوروبية للحساسية وطب المناعة السريري، لتصبح بذلك مركزاً للإحالة والتميز في علاج الشرى، وقال: "يعد الحصول على اعتماد هاتين الهيئتين العالميتين المرموقتين إنجازاً كبيراً سيكون له أثر إيجابي على جودة الرعاية المقدمة للمرضى الذين يعانون من حالات شرى مزمنة على مستوى الدولة والمنطقة".