حقق الأطباء في مستشفى "كليفلاند كلينك أبوظبي"، أحد مرافق شبكة مبادلة للرعاية الصحية عالمية المستوى ، نجاحاً مهماً في إجراء عملية مزدوجة مركبة ومعقدة لمريض إماراتي يبلغ من العمر 65 عاماً تضمنت إجراء جراحتي رئة ومجازة قلبية عبر شق جراحي واحد.
وكان المريض قد لجأ إلى مستشفى "كليفلاند كلينك أبوظبي" بعد أن بينت نتائج التصوير الطبقي المحوري وجود بقعة على رئته اليمنى شك الأطباء بأن تكون مؤشراً على سرطان رئة في مراحله المبكرة، لذلك قرروا إجراء جراحة لأخذ عينة من هذه البقعة وفحصها، ثم متابعة العمل لاستئصال الجزء المتضرر من الرئة في حال تبين أنها سرطانية.
خلال زيارته إلى المستشفى لإجراء فحوصات ما قبل الجراحة، اكتشف الأطباء أن الجراحة تنطوي على خطورة كبيرة لتعرضه لنوبة قلبية بسبب معاناته من تضيق شديد في الأوعية التاجية التي تزود القلب بالدم وحاجته إلى عملية مجازة ثلاثية في هذه الأوعية قبل الخضوع لجراحة الرئة. لكن اللجوء إلى جراحة القلب المفتوح كان سيتطلب تأجيل أي عملية لعلاج السرطان المحتمل في الرئة لفترة طويلة حتى يتعافى المريض من عملية القلب، وهذا يعني ضياع فرصة مهمة جداً لوقف انتشار السرطان.
وحول حالة هذا المريض، قال د. رضا سويلاماس، رئيس قسم جراحة الصدر في مستشفى "كليفلاند كلينك أبوظبي": "كنا أمام خيار حرج، فالمريض يعاني من مرضين خطيرين يهددان حياته، وكان تأخير العلاج لأي مرض يعرضه لخطر كبير للإصابة بالنوبة القلبية أو تفاقم حالة السرطان المحتمل. ونظراً لهذه الحالة الحرجة والطارئة، قررنا اللجوء إلى نهج جراحي نادر يتيح علاج المشكلتين معاً".
تطلب التجهيز للعملية الكثير من التخطيط والتنسيق بين فرق جراحة القلب وجراحة الرئة في المستشفى، حيث جرى الاتفاق على ترتيب الخطوات التي ستُجرى العملية وفقاً لها لتجنب حدوث أي مضاعفات.
من جانبه، قال د. غوبال باتناغار، رئيس قسم جراحة القلب في مستشفى "كليفلاند كلينك أبوظبي": "يزيد الجمع بين جراحتين، خاصة عندما تكونان مختلفتين بهذا الشكل، من صعوبة العملية وتعقيداتها. فبعض الأدوية المستخدمة في إحداهما، على سبيل المثال، قد تؤدي إلى حدوث مضاعفات في الأخرى. ونظراً لخطورة التسبب في تفاقم السرطان المحتمل نتيجة استخدام آلة الرئة والقلب، لجأنا إلى نهج "القلب النابض" وتحويل مسار الشرايين لضمان سلامة العملية قدر الإمكان".
أُجريت الجراحتان عبر شق واحد، حيث أخذ الأطباء خزعة من الرئة أولاً لإتاحة الفرصة لأخصائيي علم الأمراض لتحليلها، وبناء على ذلك توصلوا إلى تشخيص مؤكد لحالة السرطان. بعدها بدأ د. سويلاماس وفريقه باستئصال الجزء المتضرر من الرئة، بينما كان فريق جراحة القلب يعمل على أخذ الشرايين من ساق المريض لاستخدامها في المجازة. بعد الانتهاء من جراحة الرئة، تولى فريق جراحة القلب مهمة إجراء المجازة الثلاثية عبر الشق الجراحي ذاته.
وبعد نجاح العملية التي استغرقت أربع ساعات، غادر المريض المستشفى بعد ستة أيام فقط، وهو لا يحتاج حالياً لاي علاج آخر للأورام، مثل العلاج الكيماوي أو الإشعاعي، بفضل الاكتشاف المبكر للسرطان لديه.
وقال د. باتناغار: "يسرني أن الأمور سارت على ما يرام في كلتا الجراحتين، وقد كان فريق جراحة القلب على أهبة الاستعداد خلال جراحة الرئة للتدخل في حال اقتضت الضرورة. وأسهم هذا النهج في الجمع بين الجراحتين في تعافي المريض بسرعة لأنه تعرض لشق واحد فقط، وبالفعل فقد خرج من المستشفى ليقضي فترة نقاهة في المنزل".
كما أعرب د. سويلاماس عن فخره واعتزازه بهذا النجاح وقال: "لقد أنقذنا حياة المريض بإجراء هاتين الجراحتين في الوقت نفسه، فهذا المستوى من الرعاية والتنسيق لا يتوفر إلا في قلة من المستشفيات، وكانت النتائج التي حققناها ممتازة".