دعا الأطباء في مستشفى "كليفلاند كلينك أبوظبي"، أحد مرافق الرعاية الصحية عالمية المستوى التابعة لشركة مبادلة للاستثمار، النساء إلى الاهتمام الواعي بصحتهن خلال الحمل وفترة ما بعد الولادة لاحتمال زيادة تعرضهن لخطر الإصابة بأمراض القلب في هاتين الفترتين.
ورغم التحذيرات من أن التغييرات التي تحدث في جسم المرأة خلال فترة الحمل يمكن أن تجعلها عرضة للإصابة بأمراض القلب، أظهرت نتائج استبيان أجراه المستشفى في وقت لاحق من الشهر الحالي أن أقل من واحدة من بين كل خمسة نساء في دولة الإمارات يدركن أن الحمل يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب. تعد السمنة وارتفاع ضغط الدم ومرض السكري من أكثر العوامل التي تزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب، وهي ثلاث حالات يُحتمل أن تعاني منها النساء الحوامل. لذلك لا بد للمرأة من اتخاذ الخيارات الصحية السليمة خلال فترة الحمل وفترة ما بعد الولادة للحد من خطر الإصابة بأمراض القلب.
على الرغم من أن معظم حالات الحمل قد تمر دون مضاعفات، إلا أن الأطباء يحذرون من أن حالات الحمل المعقدة يمكن أن تضاعف من خطر أمراض القلب لدى المرأة، إذ ترتبط بعض المضاعفات، مثل تسمم الحمل والإنجاب في مرحلة عمرية متقدمة وحالات الحمل المتعدد والأمراض الموجودة مسبقاً، ارتباطاً وثيقاً بزيادة هذا الخطر. كما يحذر الأطباء من المضاعفات المرتبطة بالتوجه المتزايد لدى النساء للإنجاب في أعمار أكبر وما لذلك من تأثير على صحة الأم. إضافة إلى ذلك، بينت الأبحاث أن علاجات أطفال الأنابيب تزيد أيضاً من خطر إصابة المرأة بأمراض القلب في مراحل لاحقة من حياتها. أما فيما يتعلق بتزايد خطر الإصابة بأمراض القلب بعد الولادة، فقد كان الاعتقاد سائداً بأن ذلك يستمر لفترة قصيرة أو متوسطة.
وبهذا الشأن، أكدت د. ديمة قريني، استشارية أمراض القلب في مستشفى "كليفلاند كلينك أبوظبي" أن 80% تقريباً من النساء لديهن عامل خطورة واحد على الأقل للإصابة بأمراض القلب، وأشارت إلى أن التغيرات التي تطرأ على جسم المرأة ونمط حياتها نتيجة الحمل يمكن أن تؤدي إلى زيادة خطر إصابتها بأمراض القلب، خاصة في حالات الحمل المعقدة.
وأضافت د. قريني: "من المؤكد أن الإنجاب والأمومة أمران رائعان جداً، لكنهما يتطلبان من المرأة تخصيص بعض الوقت لنفسها، والتركيز على الاعتناء بصحتها، واستشارة أخصائي أمراض قلب في حال ملاحظة أي مضاعفات خلال الحمل أو في حال استمرار تأثيرها لفترة طويلة بعد الولادة. من المهم جداً تعزيز الوعي بأمراض القلب ومساعدة النساء على تمييز عوامل الخطورة المتعلقة بها وسبل الوقاية منها، فذلك يفيد كثيراً في الحد من الإصابة بها".
هذا ويغتنم مستشفى "كليفلاند كلينك أبوظبي" فرصة شهر التوعية بأمراض القلب، الذي يصادف فبراير من كل عام، لتعزيز وعي النساء بهذا النوع من المشاكل الصحية والتحديات الفريدة المرتبطة به. وافتتح المستشفى مؤخراً عيادة أمراض القلب لدى النساء لضمان تزويد المريضات بالرعاية الصحية الشاملة متعددة التخصصات التي تلبي احتياجاتهن الخاصة في هذا المجال.