يقول خبراء الصحة، في مستشفى "كليفلاند كلينك أبوظبي، جزء من مبادلة للرعاية الصحية، إن سهولة الحصول على الوجبات السريعة العالية السعرات الحرارية، وانخفاض الساعات المخصصة للنشاط البدني، يُسْهِمان في الزيادة المقلقة في معدلات الوزن والسمنة، بين الشباب في دولة الإمارات العربية المتحدة.
فالمرضى الذين يزيد مؤشر كتلة جسمهم عن 25، ولديهم عوامل خطر الإصابة بالأمراض المزمنة، مثل السكري، وأمراض القلب والأوعية الدموية، والسرطان، قد يكون برنامج السمنة، في مستشفى "كليفلاند كلينك أبوظبي" هو البرنامج الأنسب لعلاجهم. وقد لاحظ الأطباءُ زيادةً، العام الماضي، في عدد المرضى الذين يبحثون عن علاجات طبية وجراحية لإنقاص الوزن، حيث أجروا 450 جراحة من جراحات السمنة، في العام 2020. وكان أصغر مرضى البرنامج تتراوح أعمارهم بين 14 و 18 سنة.
يقول الدكتور جافيد رزا، طبيب استشاري، و جَرَّاح، في معهد أمراض الجهاز الهضمي، بمستشفى "كليفلاند كلينك أبوظبي": "توجد العديد من الأدلة التي تشير إلى أن معدل زيادة الوزن والسمنة، يظل مرتفعاً ارتفاعاً مزعجاً، في دولة الإمارات العربية المتحدة. ومما يزيد القلق هو أن هذا العدد يبدو وكأنه في ازديادٍ مضطردٍ بين الفتية والشباب."
ويواصل الدكتور جافيد قائلاً: "في حين تظل الزيادة في عدد المرضى المقدِمين على برنامج السمنة علامة من علامات الوعي بأنهم في حاجة إلى استعادة صحتهم وعافيتهم، إلا أنها كذلك تظل مؤشراً على حجم المشكلة، وهي مشكلة تحتاج حلاً، وهذا الحل يكون من خلال تثقيف المجتمع، ونشر الوعي بين أبنائه."
ووفقاً لوزارة الصحة ووقاية المجتمع، فإن انتشار السمنة بين الفتية والشباب بين عمر الـ 5 سنوات و الـ 17 سنة، في دولة الإمارات العربية المتحدة، قد بلغت 14.45 بالمائة، في سنة 2018.
ويقول الدكتور رزا: " لقد أضافت سنة 2020 تحدياً جديداً، ألا وهو الدراسة من المنزل، وهذا معناه تناقص فرص الأنشطة التي تؤدى خارج المنزل، فضلاً عن الإقبال على طلب توصيل الأطعمة الجاهزة إلى البيت، الأمر الذي بات في غاية السهولة ولا يتعدى ضغة زر. فالجائحة، ربما لم تكن لتسبب وحدها نسبةً عاليةً من الإصابة بالسمنة، ولكنها ساهمت في انتشار نمط حياة غير صحي بين الفتية والشباب."
أما الدكتورة راحات غضنفر، الطبيبة الاستشارية، في قسم الطب العام، في معهد التخصصات الطبية الدقيقة، في مستشفى "كليفلاند كلينك أبوظبي"، فتوصي باتباع نمط حياة متغير، يسير عليه المرضى من الفتية والشباب، وذلك قبل أن نتقرح عليهم أن يسلكوا طريق العلاج الطبي، أو العلاج الجراحي.
تقول الدكتورة راحات غضنفر: "توجد طرق للعودة والابتعاد عن هذا المرض المزمن، وتوجد طرق لعلاجه، وذلك باتباع حمية غذائية مناسبة، مع الالتزام بخطة تمارين رياضية مناسبة. وحتى لو اختار المريض طريق العلاج الطبي، أو العلاج الجراحي، فيظل لزاماً عليه أن يغير نمط الحياة التي يعيشها تغييراً شاملاً، حتى يكون أي علاج يتناوله فعالاً وناجحاً."
يتولى رعايةَ المرضى الذين ينضمون إلى برنامج السمنة فريقٌ طبيٌّ متعددُ التخصصات من أخصائيي الغدد الصم، وجراحي السمنة، والممرضين، وأخصائيي التغذية، ومرشدي المرضى. ويشمل هذا البرنامج تقييم الأمراض الأخرى المصاحبة لمرض السمنة وزيادة الوزن وتقييم المشكلات الهرمونية المرتبطة بالسمنة، والمضاعفات الناتجة عن ذلك، ونقص التغذية أيضاً. بعد ذلك، يُوصف لهؤلاء المرضى نمط حياة يسيرون عليه، ثم تُصاغ لهم خطةُ علاجٍ طبيٍّ، أو علاجٍ جراحيٍّ، أو مزيجاً من العلاجين، بناءً على تاريخهم الطبي، والفحوص الطبية، وما قد يفضلونه هم أنفسُهم.
وتشرح الدكتورة غضنفر هذا الأمر قائلةً: نحن، في الرعاية الطبية التي يتلقاها المرضى الذين يسعون بحثاً عن إنقاص الوزن، ننظر في كل المظاهر ذات الصلة بصحتهم.
" ولعل السمة المميزة في برنامجنا هي أننا ننظر في كل الأبعاد الصحية التي قد تتأثر بزيادة وزن هؤلاء المرضى. وهذا يشمل أمراض الرئة لانقطاع التنفس أثناء النوم، وأمراض القلب، والطب النفسي، والتنظير المتقدم، وأمراض الجهاز الهضمي، وذلك للتعامل مع مشاكل ما بعد السمنة.
ثم يضيف الدكتور رزا قائلاً إنهم قد عملوا على تعزيز راحة المرضى، من جميع أنحاء دولة الإمارات العربية المتحدة، أثناء الجائحة، وكان ذلك بزيادة وصول الدعم المستمر إلى جميع المرضى. وفي الوقت نفسه، فإن المرضى الذين أَجْرَوْا جراحة السمنة، ستجرى متابعتهم طبياً، في العيادة، حتى ولو لم يحجزوا موعداً مسبقاً، إذا كانت لديهم أي مخاوف صحية، أو أية أسئلة في الشهر الأول من تعافيهم بعد الجراحة.
ثم يختم الدكتور رزا قائلاً: "ولكي تكون متابعاتنا الطبية لمرضانا ملائمة للظروف الحالية، خصوصاً المرضى الذين يعيشون في الإمارات الشمالية، فإننا نُجْري متابعات دورية افتراضية معهم، من خلال التطبيق الإلكتروني الخاص بالمستشفى. ولدينا كذلك فريق طبي لدعم المرضى، كان يلتقي معهم وجهاً لوجه؛ ولكنهم الآن، وبسبب ظروف الجائحة، يلتقون معهم افتراضياً عبر التطبيق، وذلك للمرضى الذين استفادوا من البرنامج، ويريدون أن يشاركوا تجربتهم مع غيرهم، ويشجعوهم على اتخاذ خطوة عملية، في هذا الاتجاه."
لمعرفة المزيد، أو لحجز موعد في مستشفى "كليفلاند كلينك أبوظبي"، يمكنكم الاتصال على الرقم 33 222 800، أو زيارة الموقع الإلكتروني ClevelandClinicAbuDhabi.ae، أو تنزيل التطبيق الإلكتروني الخاص بالمستشفى.