الأطباء في "كليفلاند كلينك أبوظبي" يجرون عملية غسيل لكلتا الرئتين معاً لدى سائق بنغالي

في أول عملية من نوعها في دولة الإمارات

أجرى الأطباء في مستشفى "كليفلاند كلينك أبوظبي"، أحد مرافق الرعاية الصحية عالمية المستوى التابعة لشركة مبادلة للاستثمار، أول عملية غسيل للرئتين معاً في دولة الإمارات، وذلك لإزالة ترسبات البروتين من رئتي مريض ومساعدته على التنفس بحرية من جديد. 

وعانى المريض (إم إم)، وهو سائق بنغالي يعمل في مدينة العين، من تدهور تدريجي في التنفس، ما اضطره إلى دخول مستشفى في مدينة العين، حيث أقام في وحدة الرعاية المركزة لمدة شهر. ثم بينت نتائج دراسة الخزعة أنه كان يعاني من التهاب البروتين السنخي الرئوي، وهو حالة نادرة تؤدي إلى تراكم رواسب البروتين في الحويصلات الهوائية في الرئتين ما يعيق عملية نقل الأكسجين إلى الدم. وبناء عليه، قرر الفريق الطبي هناك إحالته إلى مستشفى "كليفلاند كلينك أبوظبي"، لكونه يتمتع بالخبرات والإمكانيات المناسبة لعلاج الحالة والحيلولة دون تفاقمها إلى فشل الجهاز التنفسي وتهديد حياة المريض.  

عند وصول المريض إلى مستشفى "كليفلاند كلينك أبوظبي"، اكتشف الأطباء وجود التهاب، وتقرر نقله إلى وحدة الرعاية المركزة للحالات التنفسية من أجل إعطائه جرعات مكثفة من المضادات الحيوية. وبعد يومين، أجريت له جراحة استمرت لأكثر من أربع ساعات، عمل خلالها الفريق الطبي الجراحي برئاسة الدكتور سويلاماس على توصيل رئة اصطناعية خارجية مؤقتة إلى جسم المريض بطريقة غير جراحية، وهذا ما ضمن استمرار قيام دمه بوظيفته في نقل الأكسجين إلى أعضاء الجسم الأخرى أثناء إجراء الأطباء لعملية غسيل الرئتين. كما لعب كل من د. متين أوزبيك و د. علي وهلا، الأخصائيين في أمراض الرئة في معهد الجهاز التنفسي، ود. دومينيك برودوم، رئيس قسم تخدير عمليات القلب في المستشفى دوراً كبيراً في علاج المريض.

بعد توصيل الرئة الاصطناعية، ضخ الأطباء 26 ليتراً من المحلول الملحي الدافئ في الرئتين للعمل على إزالة ترسبات البروتين وطرحها إلى الخارج ومساعدة الرئتين للقيام بوظيفتهما بالشكل المعتاد. 

وقال د. رضا سويلاماس، رئيس قسم جراحة الصدر في معهد القلب والأوعية الدموية في مستشفى "كليفلاند كلينك أبوظبي": "تلقيت اتصالاً في وقت متأخر من الليل بأن هناك مريضاً في العين يعاني من حالة خطيرة جداً، إذ كان تنفسه يتدهور بسرعة وكان من الممكن أن تصل الرئتين إلى حالة الفشل إذا لم يحصل على العلاج المناسب. ونظراً لأننا نمتلك الفريق الطبي المناسب لعلاجه بشكل ناجح وفعال، أجرينا ترتيبات إحالته ليكون تحت رعايتنا فوراً". 

وأضاف د. سويلاماس: "لقد جاء نجاح هذا العلاج ثمرة لتضافر جهود كوادر المستشفى من عدة تخصصات طبية، حيث ضم الفريق متخصصين في جراحة الصدر وطب الرئة والتخدير والتصوير التدخلي ووحدة الرعاية المركزة والعلاج التنفسي، الذين تعاونوا معاً لإعداد خطة العلاج وتنفيذها. أنا فخور جداً بنجاحنا في إنقاذ حياة المريض وإتاحة الفرصة له للعودة إلى حياته العائلية والمهنية". 

بعد نجاح العملية، نُقل المريض إلى وحدة الرعاية المركزة الخاصة بالحالات الصدرية والقلبية، وفي اليوم التالي أزيلت الرئة الاصطناعية وبات المريض قادراً على التنفس بشكل طبيعي. لكن ما زال فريق الرعاية في مستشفى "كليفلاند كلينك أبوظبي" يراقب حالته والتقدم الذي يحرزه ويقدمون له الدعم اللازم عن طريق العلاج الفيزيائي. ويعتزم المريض العودة إلى وطنه بنغلاديش فور تعافيه بشكل كامل، حيث سيقضي بعض الوقت مع زوجته وابنته قبل أن يعود لمزاولة عمله كسائق في مدينة العين. 

وفي تعليقه على تجربته في مستشفى "كليفلاند كلينك أبوظبي"، قال المريض: "أنا ممتن جداً للأطباء هنا. فقد كنت خائفاً جداً واعتقدت أنه ما من سبيل لعلاجي وإنقاذ حياتي، وبدأت أفقد الأمل وأردت فقط أن أعود إلى بلادي وعائلتي. لكن حمداً لله أن الدكتور سويلاماس قد وافق على علاج حالتي، وأنا أشعر الآن بتحسن كبير وأستطيع أن أقضي بعض الوقت وأنا بصحة جيدة مع عائلتي".