سلّط العديد من الأطباء العاملين في مستشفى كليفلاند كلينك أبوظبي الضوء على أهمية الحصول على الرعاية الطبية اللازمة في المراحل المُبكرة من المرض، مُحذّرين في الوقت نفسه من خطورة القلق والتوتّر ودوره في مُفاقمة الأعراض والتسبّب بضرر في القلب.
منذ افتتاح المستشفى، لاحظ الأطباء من خلال تفاعلهم مع المرضى أن الكثير منهم لا يلجؤون للطبيب إلّا بعد أن تسوء أعراض مرضهم بشكل كبير. ونتيجة تأخرهم في طلب العلاج، يتطلب مثل هؤلاء المرضى رعاية طبية أكثر تعقيداً مقارنة بالمرضى الذين يُسارعون بمراجعة الطبيب في المراحل المبكرة من مرضهم. وانطلاقاً من ذلك، أطلق مستشفى "كليفلاند كلينك أبوظبي"، حملته السنوية "تعرف على قلبك" بمناسبة يوم القلب العالمي والتي تمتد على مدار شهر كامل وذلك لتوعية الجمهور حول أفضل السبل الممكنة للحد من خطر الإصابة بأمراض القلب.
كما عبّر أطباء المستشفى عن قلقهم حيال تأثير القلق والتوتّر الذي يشعر به المرضى على صحتهم الجسدية، وأفادوا بأن التوتّر اليومي مرتبط بأمراض القلب. كما أضاف الأطباء بأن المخاوف أو حالات المرض تُعتبر مصدراً رئيسياً للتوتّر، وقد كشفت الدراسات أن التوتّر يمكن أن يساهم في تفاقم المشاكل الصحية التي يعاني منها الفرد بشكل كبير وأوضحت بأنه مرتبط أيضاً في زيادة معدلات الإصابة بأمراض القلب. ومن المعروف أيضاً أن نوبات التوتّر الشديد الحاد التي تصيب المرء عندما تصله أخبار صادمة على سبيل المثال يمكن أن تؤدي إلى إصابته بنوبات قلبية مفاجئة والتي تُعرف أيضاً باسم متلازمة "القلب المكسور".
وفي هذا الصدد قال الدكتور أمين مراد توزكو، رئيس معهد القلب والأوعية الدموية في مستشفى كليفلاند كلينك أبوظبي: "تُعتبر المشاكل الصحية واحدة من أهم مصادر التوتّر الذي يصيب المرء. فعدم قدرة المرء على تفسير ما يعاني منه يمكن أن يؤدي إلى إصابته بحالات قلق وتوتر كبير تؤدي بدورها إلى تفاقم أعراض المرض الذي يعاني منه. لهذا، عوضاً عن الاستسلام للقلق والتوتر، من المهم جداً أن يحرص المرء على زيارة الطبيب بمجرد أن يشعر بأنه يعاني من مرض ما لأن ذلك سيساعد الطبيب على فحص أعراض المريض بشكل فوري وتقديم العلاج المناسب بأسرع وقت ممكن ما يضمن تحقيق أفضل النتائج".
يؤثر التوتر بشكل كبير على مختلف نواحي جسم الإنسان إذ يؤدي إلى زيادة معدل نبض القلب، والتنفس، واضطراب في وظائف العديد من الأعضاء بما في ذلك التحكّم بمستويات السكر في الدم. وفي حال أهمله المريض، يمكن أن يتسبب التوتر بضرر في الشرايين، ومشاكل في نظم القلب، وتفاقم مرض ارتفاع ضغط الدم. كما يمكن أن يدفع التوتر المرء للجوء لعادات سيئة، كالتدخين أو الإفراط في تناول الطعام.
"لا شكّ بأن للتوتر أثراً سلبياً هائلاً على صحة المرء، فعدم معرفة المرء لوضع مرضه والمخاوف المصاحبة لذلك هي من أهم مصادر هذه المشكلة. لهذا، أحرص دائماً على شرح الحالة الصحية للمريض بشكل كامل من أجل طمأنته وتهدئته وإبعاد المخاوف والقلق عنه، فكلما طال تجاهل المرء لأعراض مرضه، زاد التوتّر الذي يشعر به حيال هذا المرض ما قد يؤدي إلى تفاقم حالته الصحية بشكل كبير. وأكرر بأن تأخير طلب العلاج والاعتقاد بأن المشكلة الصحية ستختفي من تلقاء نفسها هو أسوأ ما يمكن للمرء أن يفعله".
وفي هذا السياق، حثّ أطباء مستشفى كليفلاند كلينك أبوظبي الناس الذين يشكّون بأنهم يعانون من أعراض مرضية معينة على طلب الحصول على رعاية طبية متخصصة بأسرع وقت ممكن. تجدر الإشارة إلى أن المستشفى يقدّم مجموعة متنوعة من الخدمات المُعدّة خصيصاً لمساعدة المرضى على الحصول على الرعاية الطبية المناسبة بسهولة ويُسر. من بين هذه الخدمات، خدمة حجز المواعيد في اليوم نفسه، وتمديد ساعات عمل العيادات، وفتح العيادات المسائية للمرضى الذين لا يستطيعون زيارتها أثناء ساعات عملهم.
وسيقوم مستشفى كليفلاند كلينك أبوظبي بتنظيم سلسلة من الفعاليات المجتمعية والمحاضرات والتوعوية طيلة شهر سبتمبر الجاري، لتشجيع سكان أبوظبي على اتخاذ الخيارات الحياتية الصحية، كما أنه سيطلق مجموعة من الأدوات الرقمية التي من شأنها مساعدة الأشخاص الباحثين عن أفضل السبل للحفاظ على صحة قلوبهم والخطوات الممكن اتخاذها لتحسينها.
إضافة إلى ذلك، يمكن الآن طلب حجز المواعيد في المستشفى من خلال تطبيق البوابة الصحية التابع للمستشفى ما يسمح للمرضى بحجز مواعيدهم بأنفسهم في الأوقات التي تُناسبهم. تجدر الإشارة إلى أن المرضى الذين يطلبون حجز مواعيدهم قبل فترة الظهيرة يمكنهم مقابلة الطبيب في اليوم نفسه، في حين يتم حجز المواعيد للمرضى الذين يتقدمون بطلب الحجز بعد الساعة 12 ظهراً خلال 24 ساعة من وقت تقديم طلب الحجز.
لمعرفة المزيد عن مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية أو الخطوات التي يمكن اتخاذها للحد منها، يمكن زيارة الموقع الإلكتروني knowyourheart.clevelandclinicabudhabi.ae.