أجرى الجراحون في مستشفى "كليفلاند كلينك أبوظبي"، أحد مرافق الرعاية الصحية التابعة لشركة مبادلة للاستثمار، عملية جراحية طارئة هي الأولى من نوعها لعلاج مريض مصاب ببتر حاد في القصبة الهوائية نتيجة تعرضه لحادث سير.
وكان المريض محمد قاسم، الذي يعمل في توصيل الطلبات على الدراجة النارية، قد نُقل إلى أحد المستشفيات بعد تعرضه لحادث مروري أدى إلى اصطدامه بحافلة وتعرضه لإصابات حادة تضمنت بترًا كاملاً في القصبة الهوائية. بعد تشخيص الحالة قرروا الأطباء إحالتها إلى مستشفى "كليفلاند كلينك أبوظبي" للاستفادة من الخبرات والمرافق المتخصصة اللازمة لإجراء الجراحة الخطيرة.
وعند وصول المريض إلى مستشفى "كليفلاند كلينك أبوظبي"، أجرى الفريق الطبي برئاسة د. رضا سويلاماس، رئيس جراحة الصدر في المستشفى، للمريض جراحة معقدة استمرت ست ساعات ابتكروا خلالها طريقة جديدة لم تُستخدم من قبل لسد الفجوة في القصبة الهوائية، حيث وضعوا المريض على آلة الرئة الاصطناعية ثم استخدموا دعامة معدنية لسد الفجوة وإعادة وصل القصبة الهوائية.
وفي توضيح حول هذه الجراحة، قال د. سويلاماس: "تعد الجراحة التي أجريناها لهذا المريض الأولى من نوعها. فعندما نظرنا إلى نتائج التصوير الطبقي المحوري قبل الجراحة، لاحظنا وجود انقطاع كامل لجزء كبير من القصبة الهوائية، لكن لم تتضح لنا درجة الضرر إلا خلال الجراحة، ونظرًا للإصابة الشديدة لدى محمد، كان علينا تطوير نهج جديد لسد الفجوة أثناء وجوده في غرفة العمليات. تُجرى جراحة إصلاح التضرر الذي يصيب القصبة الهوائية عادة خلال مدة تتراوح بين 24 و48 ساعة، لكن الجراحة التي أجريت لمحمد كانت أشد إلحاحًا وخطورة إذ تمت بعد مرور أربعة أيام على الإصابة".
وأضاف د. سويلاماس: "لم أشهد من قبل حالة تشبه حالة محمد، حيث كان هناك بتر كامل في القصبة الهوائية، ومع ذلك استمر المريض بالتنفس لوحده دون مساعدة لكل تلك الفترة. كان وضعه حرجًا للغاية، وكنا في صراع مع الزمن، إذ لم يكن لدينا سوى وقت قليل جدًا لإنقاذ حياته. لكن لحسن الحظ أن كوادرنا الطبية تتمتع بقدر كبير من الخبرة والمؤهلات للتعامل مع مثل هذه الحالات المعقدة".
من المعروف أن تقنيات إصلاح القصبة الهوائية التي تستخدم عادة لعلاج الإصابات الأقل حدة، أو بعض الجراحات المستخدمة لاستئصال الأورام، تتطلب تخطيطًا دقيقًا ومسبقًا، حيث يستأصل الجراح الجزء المريض أو المتضرر من القصبة الهوائية ويسد الفجوة عن طريق زرع جزء جديد مأخوذ من متبرع متوفى، ولكن هذا الأمر لم يكن ممكنا في الحالات الطارئة، مثل حالة محمد.
بعد إجراء الجراحة، نُقل محمد إلى وحدة العناية المركزة حيث وُضع على جهاز الرئة الاصطناعية لفترة، ثم تعافى وتحسنت صحته بما يسمح له بمغادرة المستشفى مع استمرار المتابعة من قبل الفريق الطبي المعني بحالته.
وفي تعليق له، قال محمد: "أنا سعيد جدًا لأنني ما زلت على قيد الحياة وأشعر بالامتنان الكبير تجاه العاملين في مستشفى "كليفلاند كلينك أبوظبي" لإنقاذ حياتي. لقد ارتحت كثيرًا لمستوى الخدمات التي قدمها لي المستشفى والدعم الذي ما زلت أحظى به من قبل العاملين فيه، إنه بالفعل مستشفى متميز لا مثيل له".