في إطار فعاليات الاحتفال بيوم القلب العالمي الذي يصادف 29 سبتمبر من كل عام، أجرى مستشفى "كليفلاند كلينك أبوظبي"، أحد مرافق الرعاية الصحية عالمية المستوى التابعة لشركة مبادلة للاستثمار، دراسة شارك فيه أكثر من 1000 من المقيمين في دولة الإمارات بينت نتائجها وجود واحد على الأقل من عوامل خطورة الإصابة بأمراض القلب لدى 71% من المشاركين، فيما تبين توفر أكثر من عامل واحد لدى نسبة كبيرة منهم.
وفي إجابة عن سؤال حول عوامل الخطورة التي تنطبق عليهم، أشار 23% من المشاركين إلى ارتفاع ضغط الدم و 15% لمرض السكري و21% إلى البدانة.
وتلعب العوامل المتعلقة بنمط حياة الأشخاص دوراً جوهرياً في أسباب الإصابة بالأزمات القلبية والسكتات الدماغية إلى جانب حالات الموت المفاجئ، حيث أن 35% من المقيمين في دولة الإمارات لا يمارسون التمارين الرياضية بالقدر الكافي و32% منهم يعانون من الضغط والإجهاد.
كما أظهرت الدراسة نتائج صادمة في ما يتعلق بعادة التدخين، حيث بلغت نسبة المشاركين الذين ما زالوا يدخنون رغم كل الجهود التي تبذلها الحكومة للحد من هذه العادة الضارة 20%، وهذا ما يجعلهم عرضة للإصابة بالمشاكل الصحية الخطيرة، مثل أمراض القلب والسكتة الدماغية وسرطان الرئة.
وتثير نتائج الدراسة القلق من العوامل الصحية التي يتعرض لها عدد كبير من المشاركين الذين تتراوح أعمارهم بين 30 و39 عاماً جرّاء عدم اتباعهم نظام حياة صحي، وتمثلت هذه العوامل بقلة ممارسة الرياضة عند 43% والإجهاد عند 36% من هذه الفئة. وجاءت نسبة هذه العوامل أقل عند المشاركين الذين تزيد أعمارهم عن 40 عاماً، لكن بالمقابل ارتفعت نسبة حالات السكري (22%) وارتفاع ضغط الدم (35%) عند هذه الفئة.
وقال البروفيسور مراد توزجو، رئيس معهد القلب والأوعية الدموية والصدريةفي مستشفى "كليفلاند كلينك أبوظبي" أن نتائج الدراسة الجديدة تظهر تنامي الوعي عند سكان دولة الإمارات حول تأثير أسلوب الحياة على صحة القلب، لكنه لفت إلى أنه "ما زالت هناك حاجة لبذل المزيد من الجهود من أجل معالجة المسائل التي تسبب ارتفاع نسبة أمراض القلب في المجتمع المحلي".
وجاءت نتائج الدراسة لافتة بشكل خاص فيما يتعلق بالنساء، إذ بينت وجود عامل خطر واحد على الأقل للإصابة بأمراض القلب والسكتات الدماغية عند 75% من المشاركات الإناث مقارنة بـ68% عند الرجال، وأظهرت نسب أعلى لدى النساء فيما يتعلق بالبدانة (24%) وارتفاع ضغط الدم (24%) والإجهاد (40)% وقلة النشاط البدني (42%). كما أعربت الكثير من المشاركات عن اعتقادهن بأنهن أقل عرضة للإصابة بأمراض القلب من الرجال، الأمر الذي ربما يكون صحيحاً لدى الشابات منهن، إلى أن هذه الأمراض تصيب الرجال والنساء على حد سواء بعد مرحلة منتصف العمر.
وكشفت الدراسة عن تباين كبير في وجود عوامل الخطر بين المشاركين من مختلف الجنسيات التي تشكل التركيبة السكانية لدولة الإمارات، على الرغم من حملات التوعية المتواصلة بأهمية اتباع أنماط حياة صحية، إذ أكد أكثر من نصف المشاركين من جنسيات أوروبية (52%) أنهم لا يمارسون القدر الكافي من الرياضة، فيما تبين أن المشاركين من جنسيات آسيوية هم الأكثر معاناة من الإجهاد (38%) كما ترتفع لديهم معدلات السمنة (22%) وارتفاع ضغط الدم (29%).
وأظهرت نتائج الدراسة تحسناً في نسبة الوعي بتأثير السمنة على الصحة، مع ذلك مازال مستوى إدراك هذا التأثير غير كافي، خاصة عند المشاركين الإماراتيين، إذ أكد 37% منهم أنهم ليسوا على دراية بدور مؤشر كتلة الجسم في زيادة خطر الإصابة بأمراض القلب، فيما بلغ المعدل العام لهذه النسبة في الدارسة 29%، بينما لم يتجاوز عند المشاركين من الجنسيات الغربية 12%. هذا ويتم احتساب مؤشر كتلة الجسم حسب الوزن والطول ليشير إلى مستوى البدانة، باستثناء محبي بناء الأجسام والرياضيين الذين تحتوي أجسامهم على كتلة عضلية كبيرة.
ولهذا حث البروفيسور توزجو الجميع على الاستفادة من هذه النتائج والتفكير بالتغييرات التي يمكن إدخالها على نمط الحياة للحد من خطر أمراض القلب، التي تعد السبب الأول للوفيات في أبوظبي، وقال: "حتى التغييرات الصغيرة يمكن أن تفيد في تقليص هذا الخطر. إذا لم نصب تركيزنا على الوقاية، سنستمر في مواجهة معدلات مرتفعة من أمراض القلب والأوعية الدموية عند الأجيال المقبلة".
وجاءت الدراسة متابعة لدراسة سابقة أجراها مستشفى "كليفلاند كلينك أبوظبي" في العام 2017 حول إدراك السكان في دولة الإمارات العربية المتحدة للمسائل المتعلقة بصحة القلب وأشارت نتائجها إلى عدم إدراك واحد من بين كل خمسة مقيمين لدور الشخص في التأثير على صحة القلب، بالإضافة إلى عدم إدراك اثنان من بين كل خمسة مقيمين لتأثير التاريخ العائلي على الإصابة بأمراض القلب.
تثير المقارنة بين نتائج الدراستين التفاؤل، إذ تبين وجود ارتفاع تدريجي في مستوى الوعي بصحة القلب والعوامل المؤثرة فيها عند جميع شرائح المجتمع المحلي، لكنها تشير أيضاً إلى استمرار مواجهة الصعوبة في تحويل هذا الوعي إلى تغييرات مستدامة في أسلوب الحياة.
هذا وينظم مستشفى "كليفلاند كلينك أبوظبي" على مدار شهر سبتمبر سلسلة من الفعاليات المجتمعية وفعاليات التوعية لتشجيع الجمهور على اتباع أسلوب الحياة الصحي، كما يطلق عدداً من الأدوات الرقمية المفيدة للتحقق من صحة القلب والاهتمام بها، وذلك في إطار حملة "تعرف على قلبك" التي تهدف إلى توعية الجمهور حول أفضل السبل الفعالة في الحد من خطر الإصابة بأمراض القلب.
لمزيد من المعلومات ولمعرفة المخاطر التي يمكن أن تهدد صحة القلب والخطوات الممكن اتخاذها للحد منها، يمكن زيارة الموقع الإلكتروني knowyourheart.clevelandclinicabudhabi.ae.