أجرى الأطباء في مستشفى "كليفلاند كلينك أبوظبي"، أحد مرافق الرعاية الصحية عالمية المستوى التابعة لشركة مبادلة للاستثمار، أول جراحة لاستئصال الرحم بواسطة الروبوت في دولة الإمارات، وذلك لدى مريضة إماراتية كانت تعاني من حالة صعبة من الأورام الليفية وبطانة الرحم المهاجرة.
والأورام الليفية وبطانة الرحم المهاجرة هما حالتان يمكن أن تسببان ألماً شديداً، وغالباً ما تتجاهل النساء استشارة الطبيب بشأنهما بسبب انخفاض مستوى الوعي بهما. لكن الأطباء في مستشفى "كليفلاند كلينك أبوظبي" تمكنوا من وضع حد لمعاناة المريضة، بعد إحالتها من مستشفى هيلث بوينت في أبوظبي، وهو أيضاً أحد مرافق الرعاية الصحية التابعة لشركة مبادلة، وذلك باستخدام تقنية متطورة مكنتها من الوقوف والسير بعد ساعات فقط من الجراحة.
وأكدت د. ماري جان أوي-كرو، الطبيبة الأخصائية في معهد التخصصات الجراحية الدقيقة في مستشفى "كليفلاند كلينك أبوظبي" أن هذه الجراحة هي الأولى من نوعها في دولة الإمارات، وقالت: "أنا سعيدة جداً لتمكننا من جلب كل هذه الجراحات المتطورة إلى المنطقة. نحن المستشفى الوحيد في أبوظبي المزود بما يلزم لإجراء جراحة معقدة من هذا النوع".
وأضافت د. أوي-كرو: "تعد الأورام الليفية وبطانة الرحم المهاجرة من الحالات الشائعة في دولة الإمارات، إذ نستقبل الكثير من المريضات اللواتي تعانين منهما. إن قدرتنا على تقديم خدمة جراحة الروبوت للحالات الشديدة يعني تخفيف الألم على المريضات، وتقصير فترة تعافيهن بشكل كبير، ومساعدتهن على العودة إلى حياتهن الطبيعية بسرعة. فقد تمكنت المريضة من الوقوف والسير وممارسة نشاطاتها المعتادة في اليوم نفسه، وكانت جاهزة لمغادرة المستشفى بعد أقل من 12 ساعة من إجراء العملية".
وكانت د. أوي-كرو قد عاينت المريضة في مستشفى هيلث بوينت قبل إحالتها إلى مستشفى "كليفلاند كلينك أبوظبي" لإجراء الجراحة بواسطة الروبوت. ويأتي هذا ضمن الإمكانية المتاحة للمرضى في هيلث بوينت للاستفادة من التقنيات والكوادر المتخصصة في مستشفى "كليفلاند كلينك أبوظبي"، وذلك في إطار التعاون الوثيق بين مرافق الرعاية الصحية التابعة لشركة مبادلة، إذ يتلقى نحو 15 في المائة من مرضى د. أوي-كرو الرعاية في كلا المستشفيين.
هذا وتتيح جراحة الروبوت للجراحين إجراء العمليات الصعبة والمعقدة بدقة أكبر مقارنة بالجراحة التقليدية، إذ أنها تتضمن إحداث ثقوب صغيرة يتم من خلالها إدخال الأدوات الجراحية التي يحركها الجراح باستخدام لوحة تحكم. توفر هذه التقنية رؤية مباشرة ثلاثية الأبعاد لموقع الجراحة، وتتيح للجراح مستويات عالية من المرونة والدقة في التحكم، وكذلك تقلل كثيراً من الألم بالنسبة للمريض. كما تتميز جراحة الروبوت عن الجراحة التقليدية بقصر فترة التعافي نظراً لأنها تتم عبر ثقوب صغيرة، وبذلك فإن هذه الفترة تنخفض من حوالي 6-8 أسابيع إلى أربعة أسابيع فقط، ويمكن للمريضات مغادرة المستشفى في اليوم نفسه الذي يتم فيه إجراء هذه الجراحة.
يُذكر أن الأورام الليفية هي أورام غير سرطانية تنشأ داخل الرحم أو خارجه، وهي تنتشر عند واحدة من بين كل خمس نساء في دولة الإمارات. بعض الأورام الليفية تكون غير مؤلمة، في حين يسبب بعضها الآخر الفشل الكلوي والألم الناجم عن كبر حجم الورم وانخفاض مستويات الدم لدرجة تتطلب عمليات نقل دم. قد لا تسبب بطانة الرحم المهاجرة أي أعراض، لكنها يمكن أن تؤدي أيضاً إلى ألم في الحوض ووهن بسبب التندب والالتهاب اللذين ينجمان عن نمو الأنسجة غير الطبيعي على أعضاء الجسم الأخرى في الحوض مثل الأمعاء والمبيضين وقناتي فالوب.
يمكن السيطرة على أعراض الأورام الليفية وبطانة الرحم المهاجرة بواسطة الأدوية، لكن في الحالات الشديدة تكون الجراحة هي الخيار العلاجي الوحيد.
يجمع معهد التخصصات الجراحية الدقيقة في مستشفى "كليفلاند كلينك أبوظبي" بين أربعة تخصصات جراحية لتلبية مجموعة واسعة من الحاجات الجراحية. ويركز المعهد على خدمات طب المسالك البولية، وأحدث خدمات الأذن والأنف والحنجرة، والجراحة التجميلية الترميمية، بالإضافة إلى إجراءات العناية بالأسنان الروتينية والخطيرة والمعقّدة.