أصيبت منار الخطيب، وهي مقدمة رعاية تعمل في مركز اتصال كليفلاند كلينك أبوظبي، بسعالٍ كان يبدو أنه يظهر ويختفي مع تغيرات الطقس. في البداية كانت تعتقد أن الحساسية هي السبب، فاستشارت عدداً من الأطباء في جميع أنحاء أبوظبي، وعزا كل منهم الأعراض التي لديها إلى الربو. وبعد استخدام أجهزة الاستنشاق والأدوية التي تم وصفها لها لعلاج الربو، لم تلحظ منار أي تحسن، بل أدركت أن أعراضها كانت تزداد سوءًا. وعلى مدى التسعة أشهر التالية بدأت تظهر عليها مضاعفات خطيرة متعلقة بالجهاز التنفسي.
في مركز الاتصال، غالبًا ما تكون منار على الهاتف تؤدي عملها، وقد أصبحت مشاكلها التنفسية واضحة للآخرين عبر الهاتف، إذ كانت تعاني من تدهور كبير في صحتها. وهي تتذكر ذلك قائلة: "شعرتُ بأنني أعاني من ضعفٍ شديد، وكانت صعوبة التنفس لدي تتعارض مع كافة جوانب حياتي اليومية وخاصة مع النوم ولم تكن لدي الطاقة الكافية للقيام حتى بالأنشطة الأساسية أو لمجرد التجول في أرجاء المكان".
وأخيراً، أصبحت أعراض منار شديدة لدرجة أنها قررت التوجه إلى قسم الطوارئ في كليفلاند كلينك أبوظبي.
في قسم الطوارئ تم تقييم حالة منار وإحالتها إلى الدكتور خالد صالح. وقد دفعت الطبيعة غير الحاسمة لأعراض منار والتاريخ الطبي لسوابقها المرضيّة الدكتور صالح بأن يطلب أن تعاود منار إجراء مجموعة من الاختبارات وفحوصات الأشعة.
وقد كشفت نتائج تصوير الأشعة المقطعية عن وجود كتلة ضخمة في الجزء العلوي من صدرها على الغدة الدرقية. فقد كانت منار تعاني من ما يُعرف بتضخم الغدة الدرقية تحت عظم القص مما يعني أن الغدة الدرقية المتضخمة كانت تضغط على قصبتها الهوائية وتجعل عملية التنفس صعبة عليها. تعدى حجم الكتلة السبعة سنتيمترات، فقد كانت كبيرة لدرجة أنها اعتُبرت بأنها تشكل تهديداً على حياتها.
وأوضحت منار ذلك قائلة: "لقد أصابتني الصدمة بأن عرفتُ بأن الكتلة كانت على صدري طوال هذه المدة، وعندما كنتُ أحاول فهم حالتي دائماً ما كان الحديث عن جهازي التنفسي ولكن عندما توجهتُ إلى كليفلاند كلينك أبوظبي تمَّ التركيز على الرئتين والقلب مما كشف سبب أعراضي".
بعد ذلك، تمت إحالة منار إلى جرّاح الصدر الدكتور رضا سويلاماس.
بسبب تشابُك تضخم الغدة الدرقية وتداخله بالإضافة إلى موقعه، كان الفريق الطبي قلِقًا من خطر إلحاق الضرر بالحبال الصوتية الحساسة أثناء الجراحة والتي كانت تقع بالقرب من التضخم الذي لحق بالغدة الدرقية.
ولكن بحكم أن الدكتور سويلاماس هو أخصائي يتمتع بخبرة 20 عاماً، فقد تمكَّن من إزالة الكتلة من صدر منار بنجاح باستخدام تقنية التدخل الجراحي المحدود من دون أي ضرر بالحبال الصوتية. إن طبيعة تقنية إجراء العمليات بأقل قدر ممكن من التدخل تعني أن منار لم تُضطر إلى البقاء في وحدة العناية المركزة بل تمكّنت من الشفاء التام في قسم الرعاية الحرجة للمرضى والعودة إلى منزلها بعد يومين فقط من العملية.
منذ ذلك الحين، تم القضاء تماماً على الأعراض التي عانت منها منار، والتي تقول بأنها تشعر وكأنها شخص جديد وهي الآن تأكل وتنام وتمارس الرياضة بكل سهولة. عندما تفكّر منار بتجربتها فإنها تتذكّر لحظة الفرح التي عاشتها عندما قام الفريق الطبي في كليفلاند كلينك أبوظبي بتحديد التشخيص الواضح لحالتها بعد أشهر من القلق وعدم اليقين.
حالياً، تقوم منار بدعم الآخرين في المجتمع ممن يعانون من وضع مماثل لوضعها السابق، إذ تقول: "أتذكر بوضوح شديد اللحظة التي كنت فيها أمام أطبائي وكانوا يشرحون لي بثقة ما هي المشكلة التي كنت أعاني منها وكيف يمكنهم علاجها. ساد القلق هذه اللحظات، ولكن في نفس الوقت كانت مليئة بالارتياح والفرح، فقد شعرت بالاطمئنان لأني كنت في طريقي للحصول علی الرعاية الطبية التي أحتاجها. عندما يتصل الناس بكليفلاند كلينك أبوظبي بحثًا عن نفس المستوى من الخبرة والتعاطف أكون ممتنّة لحصولي على فرصة لأداء دورٍ في مساعدتهم في الوصول إلى صحة أفضل".
عند تشخيص الأطباء إصابة إنكين ستولي من ألمانيا، بالتصلب المتعدد في عام 2008، لم تكن تعلم ما يجب عليها فعله، وهو ما أجبرها على التوقف للتفكير برهةً في تلك الحياة المجهدة التي كانت تعيشها في ألمانيا. قررت ستولي حينها أن لا تستلم للمرض أو تكون ضحية له، بل جعلته فرصة لها لإعادة تنظيم حياتها، واتباع بعض التغييرات والعادات الإيجابية.
كانت إنكين ستولي، تعيش في ألمانيا خلال فترة تشخيص مرضها، وبالرغم من أنها كانت تعيش بسعادة إلا أنها كانت تعاني من مستويات عالية من الإجهاد والضغط والتوتر، لذلك دفعها تشخيص المرض إلى إعادة النظر في تأثيرات جوانب حياتها المختلفة وبعض عاداتها اليومية على حالتها الصحية.
بناءً على ذلك، اتخذت إنكين في عام 2010 قراراً بالانتقال للعيش مدينة أبوظبي، وذلك خلال رحلة بحثها عن حياة متوازنة، وهو ما اعتبرته لاحقاً من أفضل القرارات التي اتخذتها.
تقول الأخصائية النفسية كيللي هوفمان: "إن التصلب العصبي المتعدد هو أحد أمراض المناعة الذاتية المزمنة والمعقدة، التي تتطلب رعايتها نهجاً علاجياً شاملاً متعدد التخصصات، لتلبية الاحتياجات الفردية لكل مريض وتوفير برامج ليس فقط لعلاج الأعراض المرتبطة بالصحة البدنية فحسب، بل وأيضاً لتوفير الدعم اللازم في الجوانب المرتبطة بالصحة العقلية والنفسية".
أوضحت الدكتورة بينيديتي أحد الأطباء المعالجين في معهد الأعصاب في كليفلاند كلينك أبوظبي "يرتبط تطور أغلب حالات التصلب العصبي المتعدد بشكل مباشر باتباع نمط غذائي صحي وممارسة التمارين الرياضية، بالإضافة إلى الحفاظ على الصحة النفسية وتناول الأدوية بشكل منتظم والالتزام بنصيحة الأطباء، وتعتبر إنكين مثالاً ملهماً لجميع مرضى التصلب العصبي المتعدد، كما أن من الرسائل الرئيسية التي نتشاركها مع مرضانا هي ضرورة ممارسة حياتهم بشكل طبيعي وأهمية اتباع نمط حياة صحي ومتوازن".
تدير أنكين حالياً عملها الخاص في أبوظبي، وقد نجحت في التحكم في الأعراض التي تنتابها، بانضباطها في نمط الحياة الذي تتبعه، بشكل شامل.
كما أصبحت كذلك سفيرة أمل لمرضى التصلب العصبي المتعدد، للتواصل مع المرضى في جميع أنحاء العالم وتشجيعم على اتخاذ الخطوة نفسها نحو التعافي.
تقول إنكين: "لا أريد أن أرى أي شخص مريضاً، وأعتقد أن لا أحد يريد ذلك أيضاً، يوفر الفريق الطبي في كليفلاند كلينك أبوظبي الرعاية الطبية المتخصصة، بل أيضاً يحرصون كذلك على توفير الدعم والرعاية العطوفة والتواصل المباشر مع المريض كحالة إنسانية، أنا الآن في مهمة، ورسالتي هي دعوة الناس للعيش بأسلوب صحي. وأريد دعم المزيد من الناس في دولة الإمارات العربية المتحدة، ليفهموا مرض التصلب العصبي المتعدد بشكل أفضل، وأن يَرَوا ذلك كفرصة لتتغير حياتُهم نحو الأفضل، وليكونوا قادرين على أن يعيشوا حياة متوازنة إيجابية".
أطلق مستشفى كليفلاند كلينك أبوظبي موقعاً إلكترونياً جديداً، باللغتين الإنجليزية والعربية، يقدم لمرضى التصلب المتعدد وعائلاتهم نصائح عملية حول المرض.
نحن هنا لنجعل إدارة الرعاية الصحية الخاصة بك أسهل.
إجراء لا يتوفر في أي مكان آخر بالمنطقة ينقذ حياة شاب.
اقرأ المقالاتفريق من الخبراء متعددي التخصصات ينجح في إزالة أورام سرطانية من القولون دون الحاجة للجراحة بفضل...
اقرأ المقالات