تزداد مستويات الإجهاد بشكل طبيعي ويتولد لدينا الكثير من مشاعر القلق والتوتر خلال الفترات العصيبة، مثل فترات الأزمات كالأزمة غير المسبوقة التي يواجهها العالم حالياً بسبب انتشار فيروس كوفيد-19. فالكل وجد نفسه فجأة في مواجهة هذه الظروف دون استعداد، ولا أحد يعرف إلى ما ستؤول إليه الأمور، وكل هذا يسبب، بشكل طبيعي، الكثير من القلق والضغط النفسي. فنحن البشر نقضي معظم أوقاتنا ملتزمين بعادات وروتين حياة يومي يساعدنا على أداء مهامنا والقيام بالتزاماتنا والتحكم بحياتنا. لكن عندما نواجه ظروفاً استثنائية وصعبة، مثل انتشار وباء كوفيد-19، نشعر فجأة أن الأمور خرجت عن سيطرتنا.
التغيير يُفرض علينا أحياناً دون أن نكون راغبين به، ولكن ليس بيدنا حيلة تجاه ذلك سوى إيجاد السبيل للتعامل مع الظروف بشكل صحيح. فطريقة الاستجابة للأوقات العصيبة تؤثر على القدرة على التأقلم معها وتجاوزها.
لكن ما هي الطريقة الصحيحة للتعامل مع ظروف الأزمات والأوقات الصعبة؟
- التمسك بروح الإيجابية:من الطبيعي أن نركز خلال فترات الأزمات على سلبيات الحياة، ونتخيل مواجهة أسوأ النتائج ونحاول الاستعداد لها، مما يؤدي إلى الشعور بالضغط النفسي والقلق ويمكن أن يكون ذلك عاملاً للفشل. لتفادي ذلك، يجب علينا التفاؤل بتحقيق نتائج إيجابية، والتفكير بالأمور بذهن صاف، وبذل كل ما يمكن للحفاظ على هدوء الأعصاب، فهذا يساعد على اتخاذ قرارات منطقية وتعزيز الثقة.
- موازنة الأمور:في فترة الأزمات العصيبة يجب التوقف عن التركيز في الأمور الخارجة عن سيطرتنا، والتركيز على ما يمكننا القيام به وأخذ استراحة من التفكير بأي أمر آخر. فإذا كانت الأخبار العالمية تثير قلقنا، يجب تجنب متابعتها عبر وسائل الإعلام وعدم الخوض في مناقشتها مع الآخرين.
- الحصول على المعلومات الصحيحة من مصادرها الموثوقة:من المهم جداً أن نبقى على اطلاع على آخر الأخبار والتطورات المتعلقة بفترة الأزمة التي نعيشها، لكن يجب أن نحرص على أن نستقي المعلومات من مصادرها الموثوقة، وأن ننتبه بعناية لما نقرأه على الإنترنت، خاصة التعليقات والمقالات التي تتم مشاركتها عبر وسائل التواصل الاجتماعي، مع محاولة الحد من عدد مرات متابعة الأخبار لأن ذلك يزيد القلق والتوتر، خاصة عند وقت النوم حيث يمكن أن يؤثر ذلك على القدرة على التمتع بنوم مريح.
- الحفاظ على الحياة الطبيعية:في أوقات الأزمات، يمكن أن نواجه الكثير من الإجراءات، مثل إغلاق المدارس أو تغيير طريقة العمل أو إلغاء الإجازات، التي قد تؤثر على الروتين المعتاد للحياة اليومية. لكن في كل الأحول، يجب الحرص على الحفاظ على الحياة الطبيعية قدر الإمكان والالتزام بروتين معين للحياة في المنزل، مثل الحفاظ على أنماط النوم المعتادة ومواعيد الوجبات. فذلك يعد أمراً مهماً جداً، خاصة عند وجود أطفال في المنزل، فالصغار قد لا يفهمون ما يحدث، لكنهم يراقبون طريقة تعامل الكبار مع الظروف. كما يمكن استغلال الوقت الإضافي الذي يتوفر نتيجة التغييرات التي تفرضها فترات الأزمات في القيام بأشياء مفيدة، مثل تعلم مهارة جديدة أو قراءة كتاب.
- أخذ الأمور بسهولة:يجب أن نتقبل فكرة أننا لا نستطيع التحكم بكل شيء في الحياة، وأن نتذكر دوماً أن ما بعد الضيق إلا الفرج، وأننا بشر ولا نستطيع أن نحمل أنفسنا أكثر من طاقتها. وإلى أن تنتهي الأزمة وكل الصعوبات والتحديات التي تفرضها، لا بد لنا من أخذ الأمور بسهولة، والتركيز على طريقة تعاملنا مع الظروف الراهنة، ومحاولة تقبل وتحمل كل ما هو متاح لنا خلالها.