نلجأ جميعاً إلى الإنترنت بحثاً عن أجوبة ترضي فضولنا بشأن المسائل المتعلقة بالصحة، فعندما نشعر بتوعك، نتصفح المواقع الإلكترونية بحثاً عن نصيحة أو معلومة مفيدة، وإبان ذلك نصادف كم هائل من المعلومات يمكن لكثير منها أن يثير مخاوفنا.
والحقيقة أن نشر المعلومات الطبية على الإنترنت متاح للجميع، فكل يدلو بدلوه، بما في ذلك الأشخاص غير المؤهلين لطرح المواضيع الطبية. ولذلك نجد أن المواقع الإلكترونية تزخر بالكثير من المعلومات الطبية والصحية المضللة وغير الدقيقة والأخبار الكاذبة التي يمكن أن تثير في النفوس الخوف والقلق، وتؤدي في بعض الأحيان إلى تأخر المرضى في الحصول على الرعاية الطبية المناسبة. حتى أن هناك بعض الأشخاص الذين لا يترددوا بدفع تكاليف علاج يجدونه عن طريق الإنترنت دون أن يكون هناك أدلة طبية تثبت فعاليته.
يتمثل جزء كبير من المشكلة في أن الأخبار الصحية المضللة تنتشر بسهولة وبسرعة كبيرة لأنها غالباً ما تعطي آمالاً كاذبة. فكثيراً ما نرى مواضيع على الإنترنت تدعي فائدة شيء عادي جداً ومعروف في حياتنا اليومية في علاج مرض ما. وسرعان ما تتم مشاركة مثل هذه المعلومات لملايين المرات ويصبح هذا العلاج المعجزة موضوع الأحاديث والمناقشات. وكذلك تلعب مواقع التواصل الاجتماعي دوراً مهماً في سرعة انتشار المعلومات الخاطئة، خاصة مع ظهور الأمراض المعدية الجديدة التي تنتشر بين مجموعات كبيرة من البشر. وبات الأمر سهلاً للغاية إذ لا يتطلب أكثر من الضغط على أيقونة للإعجاب أو المشاركة، وهكذا تنتشر هذه المعلومات بسرعة.
إذاً، في ظل هذا العرض الهائل للمعلومات، كيف يمكن الحكم على ما هو صحيح وما هو خاطئ؟ الإجابة على الأسئلة التالية يمكن أن تفيد في التمييز بين المعلومات الصحيحة والمضلل
- هل المعلومات من مصدر موثوق؟معظم المعلومات المغلوطة المتوفرة على الإنترنت تكون من مصادر غير موثوقة. يجب دوماً البحث عن مصدر المعلومة والتأكد من أنه معروف. تتضمن المصادر الموثوقة المنظمات العالمية والمعاهد المتخصصة بالرعاية الصحية ومنظمة الصحة العالمية والجمعية الأميركية للسرطان والمستشفيات والجامعات المشهورة. إذا كانت المعلومات ليست من مصدر معروف ولا تشير إلى مرجع موثوق فهي بالتأكيد غير جديرة بالاهتمام.يجب التحقق من صحة الأخبار والمعلومات الصحية المحلية من السلطات المحلية أو المنظمات العالمية. في دولة الإمارات، يُنصح بالتحقق من دقة المعلومات من وزارة الصحة ووقاية المجتمع ومنظمة الصحة العالمية.
- ما هو تاريخ نشر المعلومة؟تظل الأخبار والمقالات متوفرة على الإنترنت لأمد غير محدود، لكن من المهم جداً معرفة تاريخ نشر مثل هذه المواد، حتى وإن تطلب الأمر بعض العناء أحياناً. فالمواضيع الصحية والتطورات الطبية تتغير بسرعة، لذا لا بد من التأكد من أن المعلومات المتوفرة ليست قديمة.
- هل يتعلق الأمر بإنجاز طبي حقيقي؟تمثل الإنجازات الطبية أحداثاً مهمة، لذلك يتم تداولها عبر معظم القنوات الإخبارية ووسائل الإعلام. فإذا كانت المعلومات تتناول إنجازاً طبياً، مثل علاج جديد للسرطان، يمكن التأكد من صحتها من خلال البحث عنها في المصادر الإعلامية المعروفة أو التحقق من نشرها أو تناولها من قبل المؤسسات الطبية المتخصصة.
- هل هناك مبالغة في المعلومات بحيث لا يمكن تصديقها؟يجب التفكير في المعلومات المنشورة بشيء من الشك. فإذا كانت تتحدث عن أمر إيجابي لدرجة لا يمكن تصديقها، لا بد أن تكون مضللة. وهذا ينطبق على كل شيء في الحياة، وبشكل خاص على العلاجات الطبية التي تبدو وكأنها أقرب إلى المعجزة. فالادعاءات ليست بالضرورة صحيحة لمجرد أنها صادرة عن طبيب أو عن مركز بحثي معين.تعد شبكة الإنترنت مصدراً خصباً بالمعلومات، لكن ذلك لا ينفي أهمية توخي الحذر عند السعي للحصول على النصيحة الطبية على مواقعها، واستشارة الطبيب عند وجود أي شكوك.