أطباؤنا
تعرف على جميع أطبائنا في مستشفى كليفلاند كلينك أبوظبي
اطلع على جميع الأطباءسُكري الحمل عبارة عن ارتفاع مستويات الغلوكوز (أي السكر) في الدم أثناء الحمل ويُعتبر من حالات عدم تحمّل الكربوهيدرات (السكريات). وتُعاني حوالي 8 إلى 20 في المائة من النساء الحوامل في الإمارات العربية المُتحدة من هذه الحالة.
ينجُم سُكري الحمل عن بعض التغيرات في الهرمونات التي تحدُث لدى جميع النساء أثناء الحمل، إذ يتعارض ارتفاع مستويات بعض الهرمونات التي تُصَنَّع في المشيمة (وهي العضو الذي يربط الجنين بالرحم عن طريق الحبل السري وينقل العناصِر المُغذية من الأم إلى الجنين) مع ومع زيادة حجم المشيمة أثناء الحمل يتمّ إفراز المزيد من .» مقاومة الأنسولين « قُدرة الأنسولين على مُعالجة الغلوكوز وهذا ما يُسمى بحالة الهرمونات وبالتالي تزداد مُقاومة الأنسولين.
وعادة ما يكون بنكرياس الأم قادرًا على إنتاج المزيد من الأنسولين (حوالي ثلاثة أضعاف الكمية الطبيعية) للتغلب على مقاومة الأنسولين. لكن في حال لم يستطع البنكرياس إنتاج ما يكفي من الأنسولين للتغلب على تأثير زيادة الهرمونات أثناء الحمل، ترتفع مستويات السكر في الدم، الأمر الذي يؤدي إلى الإصابة بسكري الحمل. أمَّا إذا كان البنكرياس غير قادر على إنتاج المزيد من الأنسولين ترتفع مستويات السكر وينجم عن ذلك إصابة الُأم بسكري الحمل.
تُزيد العوامل التالية من خطر إصابة المرأة بسكري الحمل:
ومن الجدير بالذكر أنّ نصف النساء المُصابات بسكري الحمل لم يواجهن أيٍّ من عوامل الخطر المعروفة والمذكورة أعلاه.
في العادة، يتمّ تشخيص الإصابة بسكري الحمل بين الأسبوعيْن الرابع والعشرين والثامن والعشرين من الحمل عندما تبدأ مقاومة الأنسولين بالظهور. ولكن في حال أصيبت المرأة بسكري الحمل سابقًا أو إذا كان الطبيب يخشى إصابتها بسكري الحمل نظرًا إلى عوامل الخطر التي تواجهها المرأة، يمكن إجراء الفحص قبل الأسبوع الثالث عشر من الحمل والفحص عبارة عن اختبار يُعرف باختبار تحمُّل الغلوكوز عن طريق الفم. لإجراء هذا الفحص، على المرأة أن تشرب بسرعة سائلً مُحلَّى يحتوي على 75 غرامًا من الغلوكوز، فيمتص الجسم الغلوكوز بسرعة وترتفع 60 دقيقة. وبعد شُرب المحلول بساعتين، تؤخذ عيّنة من دم المرأة من وريد في الذراع لفحص تأييض - مستويات السكر في الدم خلال 30 المحلول السكري (استقلابه في الجسم). وإذا كانت نتائج الاختبار غير طبيعية، فذلك يعني إصابة المرأة بسكري الحمل.
يتم التعايُش مع سكري الحمل من خلال:
يُساعد اختبار مُستوى السكر في الدم في أوقات معينة من اليوم في تحديد ما إذا كانت الرياضة وأنماط التغذية لدى المرأة الحامل تُساعدها على ضبط نسبة السكر في الدم أو إذا كانت المرأة بحاجة إلى مزيد من الأنسولين لحماية الجنين أثناء نموه. ويقوم الطبيب بإخبار المريضة بتوقيت قياس نسبة السكر في الدم ووتيرة القيام بذلك.
ويتم فحص نسبة السكر في الدم كما في الخطوات اللآتية:
وعلى المرأة الحامِل إحضار السجل حيث دوّنت نتائج فحوصات سكر الدم الى عيادة الطبيب ليتسنى له تقييم مدى نجاح ضبط مستويات السكر وتحديد ما إذا كانت بحاجة لإجراء تغيير في خطة العلاج.
ويقوم الطبيب أو الممرّض أو الخبير المُختص بتثقيف مرضى السكري بتدريب المرأة الحامِل على استخدام جهاز قياس نسبة السكر في الدم وتحديد أماكِن الحصول عليه. وبإمكان المريضة استعارة جهاز القياس من المستشفى، فلدى العديد من المستشفيات برامج لإعارة جهاز قياس السكري للنساء المصابات بسكري الحمل.
وتهدُف مُراقبة مُستوى السكر في الدم الى المُحافظة على مُستوى قريب بقدر الإمكان من المُستوى الطبيعي. وفيما يلي أوقات إجراء الاختبار والمستوى المُستهدف للسكر في الدم:
أوقات الاختبار
قد تُوصى المرأة الحامِل بقياس نسبة السكر في الدم في الأوقات التالية:
المُستوى المُستهدف للسكر في الدم
95 ملغ/دل (5.3 مليمول/ ليتر) أو أقلّ قبل تناول وجبات الطعام.
140 ملغ / دل (7.8 مليمول / ليتر) أو أقلّ بعد ساعة من تناول أي وجبة طعام.
120 ملغ / دل (6.7 مليمول / ليتر) أو أقلّ بعد ساعتيْن من تناول أي وجبة طعام.
فيما يلي بعض أهداف الأكل الصحي أثناء الحمل في حال إصابة المرأة بسكري الحمل:
ينبغي على كل امرأة حامِل استشارة طبيبها قبل البدء بمُمارسة التمارين الرياضية، حيث يُمكِن للطبيب تقديم إرشادات بما ينطبق مع حالتها وتاريخها الصحي.
ونظرًا الى أن الأنسولين والتمارين الرياضية يخفضان مُستوى السكر في الدم، على الحامِل اتباع إرشادات التمارين الرياضية الإضافية التالية لتجنّب هبوط مُستوى السكر في الدم:
بناءً على نتائج فحوصات مُراقبة نسبة السكر في الدم، يقوم الطبيب بإعلام المريضة فيما إذا كانت بحاجة لأخذ حُقن الأنسولين أثناء الحمل، فالأنسولين هو الهرمون الذي يتحكم بمُستوى السكر في الدم. وفي حال وصف الأنسولين للمريضة، يقوم الطبيب أو الممرضة أو الخبير المُختص بتثقيف مرضى السكري بتوضيح إجراءات حَقِن الأنسولين.
ومع تقدم الحمل، تُنتج المشيمة كمية أكبر من هرمونات الحمل مما يجعل المريضة بحاجة الى جُرعات أكبر من الأنسولين لضبط سكر الدم. فيقوم الطبيب بتعديل جُرعة الأنسولين بناءً على نتائج قياس نسبة السكّر في الدم المدوّنة في السجل. وعند استخدام الأنسولين، قد وتُسمى هذه الحالة نقص سكر الدم، وتُعزى هذه الحالة الى عدم تناول ما يكفي من » هبوطًا في مُستوى سكر الدم كردة فعل « يحدث الطعام أو تفويت وجبات الطعام أو عدم تناول الطعام في الوقت المُحدّد خلال اليوم أو الإفراط في مُمارسة الرياضة.
وتشمل أعراض نقص سكر الدم ما يلي:
يُعتبر نقص سكر الدم حالة خطيرة تتطلب المعالجة الفورية. فإذا كانت المرأة الحامِل تشعُر بنقص سكر الدم كردة فعل، ينبغي عليها القيام بالآتي:
إذا دعت الحاجة إلى أخذ الأنسولين أثناء الحمل، يُمكن حقن المريضة بالأنسولين عند بدء المخاض أو قد يُعطى لها عن طريق الوريد في بعض الأحيان أثناء مخاض الولادة.
بما أنّ مُقاومة الأنسولين لا تبدأ عادةً قبل الأسبوع الرابع والعشرين من الحمل، لا تُعتبر التشوهات الخلقية لتي قد تُصيب الجنين إحدى مُضاعفات سكري الحمل الشائعة لأن التشوّهات الخُلقية تتطوّر خلال الأسابيع الثلاث عشر الأولى من الحمل.
ولكن قد يزيد سكري الحمل من مخاطِر إصابة الُأم بارتفاع ضغط الدم أثناء الحمل. ولا يؤثر سكري الحمل في الغالِب على سيرورة المخاض والولادة إنّما قد يؤدي الى تضخّم حجم الجنين أو ارتفاع ضغط الدم، فيُصبح من الضروري اللجوء الى التوليد القيصري.
وتُعتبر المراقبة والضبط الدقيق لمستويات السكر في الدم مُهميْن في مرحلة المخاض لتجنّب ارتفاع مُستوى الأنسولين لدى الجنين نتيجةً لارتفاع مُستوى سكر الدم لدى الُأم. وفي حال حدوث ذلك قد ينخفض مستوى السكر في الدم بشكلٍ كبير لدى الطفل بعد الولادة لأنّه لم يعُد يتلقى نسبة مرتفعة من السكر من الُأم. لذلك، وقد يتمّ إعطاء محلول الغلوكوز (محلول السكر) للطفل بعد ولادته.
يتم فحص مستوى سكر الدم لدى المولود مُباشرة بعد الولادة. إذا كان السكر في دمه منخفضًا، يتم إعطاؤه ماء مُحلّى بالسكر عن طريق الفم أو في أنبوب عبر الوريد. وقد يُرسل المولود إلى حاضنة الرعاية الخاصة ليبقى تحت المُراقبة خلال الساعات القليلة الأولى بعد الولادة للتأكد من عدم إصابته بنقص سكر الدم كردة فعل.
وإذا كانت الُأم مُصابة بسكري الحمل، يزداد خطر إصابة المولود باليرقان، وهو حالة مرضية يتغير فيها لون جلد حديثي الولادة الى اللون الأصفر وتُعزى الى وجود البيليروبين في دم المولود. والبيليروبين هو الصبغة المُسببة لليرقان والتي تُفرَز عندما تتجمع خلايا الدم الحمراء الإضافية في الدم دون مُعالجتها بالسرعة الكافية. و يزول اليرقان بسرعة مع العلاج الذي يتضمن في بعض الأحيان تعريض المولود إلى أضواء خاصة تساعده على التخلّص من اللون الأصفر.
لا يُسبب سكري الحمل إصابة المولود بمرض السكري. ويبقى خطر إصابة الطفل بالسكري في المُستقبل مرتبطًا بوجود المرض في العائلة ووزن الطفل وعاداته الغذائية ومُمارسته للتمارين الرياضية. ويُمكن للرضاعة الطبيعية أن تعزز صحة الطفل منذ ولادته.
في شكل عام، تعود مُستويات سكر الدم إلى طبيعتها بعد الولادة وذلك لأن المشيمة التي كانت تُنتج كمية الهرمونات الإضافية والتي سببت مُقاومة الأنسولين تخرج من جسم المرأة عند الولادة. ويقوم الطبيب بفحص مُستويات سكر الدم لدى الُأم بعد الولادة ليتأكد من أن مُستوى سكر الدم قد عاد إلى طبيعته. ويُوصي بعض الأطباء بإجراء فحص تحمّل الغلوكوز عن طريق الفم بعد الولادة بفترة تتراوح من 6-12 أسابيع للتحقق من عدم اصابة الأم بالسكري ثمَّ تجري الفحص كل 1-3 سنة بعد ذلك.
وتُعتبر المرأة المصابة بسكري الحمل عُرضة أكثر من غيرها بنسبة % 60 لخطر الإصابة بنمط السكري الثاني في مرحلة لاحقة من حياتها. لذلك، عليها فحص مستوى سكر الدم عند إجراء الفحوصات الصحية المنتظمة. ومن خلال الحفاظ على الوزن المثالي واتباع نظام غذائي صحي وممارسة الرياضة، يمكن للمرأة التي أصيبت بسكري الحمل أن تحدّ من خطر إصابتها بنمط السكري الثاني. ويجدر بالذكر أن الرضاعة الطبيعية قد تساعد في تخلص الُأم من الوزن الذي اكتسبته أثناء الحمل.
إضافة إلى ذلك، تكون المرأة التي أصيبت بسكري الحمل أثناء فترة حمل سابقة عُرضةً بنسبة 40-50% للإصابة بالسكري خلال حملها التالي لِذا تُنصح المرأة التي أصيبت بسكري الحمل في السابق بالتحدُث مع الطبيب في حال كانت تُخطط للحمل مرة أخرى لمعرفة التغييرات في نمط الحياة التي عليها إجراؤها قبل الحمل التالي.
حقوق الطبع والنشر 2017 كليفلاند كلينك أبوظبي. الحقوق محفوظة.
هذه المعلومات مقدمة من كليفلاند كلينك أبوظبي، التابعة لمبادلة للرعاية الصحية، ولا يُقصد منها أن تحل محل المشورة الطبية المقدمة من طبيبك أو مقدم الرعاية الصحية. يرجى استشارة مقدم الرعاية الصحية الخاص بك للحصول على المشورة بشأن أي حالة طبية خاصة.
نحن هنا لمساعدتك على إدارة خدماتك الصحية بكل سهولة