هل تعتقد أنك أكثر شباباً من أن تصاب بسرطان القولون والمستقيم؟

يعتقد معظم الناس أن سرطان القولون والمستقيم، شأنه شأن الكثير من الأورام السرطانية الأخرى، يٌصيب كبار السن فحسب. نتيجة لذلك، قد لا يهتم العديد من البالغين بالفحص الدوري المنتظم، لاعتقادهم بأنهم غير مُعرضَين لخطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم.

في حين أن العمر لا يزال أحد عوامل الخطورة للإصابة بسرطان القولون والمستقيم، تُظهر الإحصائيات الجديدة أنه يتم تشخيص المزيد من البالغين الأصغر سنًا بالمرض. في واقع الأمر، حوالي 41% من مصابي سرطان القولون والمستقيم في دولة الإمارات، تقل أعمارهم عن 40 عاماً.

الخبر السار في هذا الأمر، هو أن سرطان القولون والمستقيم أحد أكثر الأورام السرطانية التي يُمكن الوقاية منها، حيث يتم علاج ما يصل إلى 90% من الحالات التي يتم اكتشافها مبكراً بنجاح. نظراً لأن العديد من الحالات لا تظهر عليها الأعراض في المراحل المبكرة من المرض، لذلك فإن الفحص الدوري أمر غاية في الأهمية بالنسبة لكل شخص يتخطى سن الأربعين.

نظراً للعدد المتزايد من الحالات بين البالغين الأصغر سنَاً، توصى الآن دائرة الصحة أي شخص يتخطى عمره 40 عاماً، أو لديه أي من عوامل الخطر الأخرى المرتبطة بسرطان القولون والمستقيم، القيام بإجراء تنظير القولون بشكل دوري، حيث يُمكن إنقاذ العديد من الأرواح.

عوامل الخطر

عامل الخطر هو أي سبب قد يزيد من فرص الإصابة بالمرض. هناك العديد من عوامل الخطر التي يَمكن تغييرها، مثل النظام الغذائي ونمط الحياة، بينما لا يمكن تغيير عوامل أخرى، مثل العمر أو التاريخ المرضي العائلي.

إن الأمور التي يمكنك تغييرها لتقليل خطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم تشمل فقدان الوزن وممارسة الرياضة بانتظام والإقلاع عن التدخين. يُمكن لما تأكله أن يحدث فرقاً أيضاً، وذلك من خلال اتباع نظام غذائي غني بالفواكه والخضروات والألياف، مع الحد من تناول اللحوم الحمراء واللحوم المحفوظة، مما يوفر أفضل وقاية مُمكنة ضد المرض.

لا يمكن السيطرة على عوامل الخطر الأخرى. إذا كان لديك تاريخ مرضي من الإصابة بزوائد نسيجية (سلائل) في القولون، أو إذا كنت تعاني من مرض التهاب الأمعاء، أو إذا كان أحد أفراد أسرتك مُصاب بسرطان القولون والمستقيم، فمن المحتمل أن تكون في خطر متزايد.

يرتبط العمر أيضاً بسرطان القولون والمستقيم. كان يُعتقد في الماضي أن خطورة الإصابة بالمرض تتزايد مع تخطي سن الخمسين. لكن في السنوات الأخيرة شوهدت العديد من الحالات بين البالغين الأصغر سناً. لم يتم حتى الآن فهم سبب هذه الزيادة بشكل واضح. لذلك توصي الآن دائرة الصحة بإجراء الفحوصات الروتينية بالنسبة لجميع الأشخاص الذين تصل أعمارهم إلى 40 عاماً فما فوق.

تنظير القولون

تقريباً، في جميع الحالات يبدأ سرطان القولون والمستقيم على شكل نمو خلايا مُحتملة التسرطن في القولون، تُعرف باسم الزوائد النسيجية أو السلائل الغدية، والتي غالباً لا تسبب أي أعراض مرضية، مما يشير إلى أهمية الفحص الدوري المنتظم.

يُمكن لتنظير القولون تحديد وإزالة هذه الزوائد النسيجية من القولون قبل أن تتحول إلى سرطان. في الواقع، يُعتقد أن 90% من إجمالي حالات سرطان القولون والمستقيم يمكن تجنب حدوثها أو علاجها بنجاح إذا خضع كل شخص تخطي سن الأربعين للفحص الدوري المنتظم.

يعتبر تنظير القولون الطريقة المثالية للفحص الدوري المنتظم للكشف عن سرطان القولون والمستقيم، ويمكن إجراؤه بالعيادات الخارجية، حيث يتم خلاله فحص الأمعاء الغليظة (القولون والمستقيم). يستخدم الطبيب منظار القولون (أداة طويلة مرنة) لفحص ومشاهدة بطانة القولون الداخلية. وإذا لزم الأمر، يمكن الحصول على عينات صغيرة من الأنسجة لتحليلها (تُسمى خزعة)، كما يمكن تحديد الزوائد النسيجية والأورام الحميدة ثم إزالتها قبل أن تتحول إلى خلايا سرطانية. أيضاً يمكن لتنظير القولون الدوري اكتشاف سرطان القولون والمستقيم في مراحله الأولى المبكرة، حيث يكون علاجه أسهل بكثير.

حدد موعدك اليوم لإجراء تنظير القولون– فقد ينقذ حياتك!