إننا نعيش في عصر نواجه فيه ضغوط عمل مستمرة لمواصلة تحقيق الإنجازات، وذلك نتيجة انتشار ثقافة السعي لاستغلال أقصى الإمكانيات وتجاوز حدود العمل الروتيني الممل. لكن ما المقصود بضغط العمل؟ إنه العمل لساعات إضافية، وهو نهج يؤثر بشكل خطير على الصحة النفسية ويؤدي إلى الإرهاق والإنهاك.
اذكرها - نقاش حول صحة الرجل
اطلع على المزيد هنا
ما هو الإجهاد الوظيفي؟
الإجهاد الوظيفي هو حالة توتر مزمن غالباً ما يعاني منها الأشخاص المتفوقون والناجحون بسبب طول ساعات العمل وكثرة أعباء العمل والضغط الهائل الذي يشعرون به لتحقيق التفوق والتميز. ويمكن أن تؤثر هذه الحالة بشكل خطير على الصحة، إذ تسبب الإرهاق الجسدي والنفسي والتشاؤم والانعزال الاجتماعي وسرعة الانفعال والشعور بعدم الرضا عن النفس.
5 مؤشرات رئيسية للإجهاد الوظيفي
يبدأ ظهور أعراض الإجهاد الوظيفي ببطء بحيث يصعب تمييزها، لكن من أهم المؤشرات الجسمانية والنفسانية لهذه الحالة:
- التعب المزمن والأرق: ويشمل ذلك الشعور المستمر بالخمول والتعب. يبدأ الأمر بشعور بسيط بنقص الطاقة، لكن كلما تفاقم الشعور بالتعب، بات النوم أصعب، وهذا يؤدي مع الوقت إلى استنزاف الشخص جسدياً ونفسياً.
- عدم انتظام الشهية: يبدأ الأمر بتخطي بعض الوجبات أحياناً، ثم يتحول في مرحلة الإجهاد إلى فقدان الاهتمام بتناول الطعام وحدوث خسارة كبيرة في الوزن.
- القلق والاكتئاب: ويعد هذا من أسوأ مؤشرات الإصابة بالإجهاد الوظيفي. ويبدأ الأمر بالقلق أو التوتر بشكل دائماً بشأن اليوم التالي، ثم يتطور تدريجياً إلى الشعور الدائم بالحزن واليأس.
- الانعزال وفقدان الحماس: يسبب الإجهاد الوظيفي عدم الرغبة في الذهاب إلى العمل وتولي مسؤولية مهام جديدة أو حتى مقابلة أشخاص جدد، ويؤدي بالتالي إلى الانعزال عن البيئة الاجتماعية.
- حدة المزاج وسرعة الانفعال: إلى جانب القلق والتوتر، يسبب الإجهاد موجات الغضب والميل إلى إثارة المشاكل والخوض في جدالات حول مسائل لا قيمة لها.
5 نصائح لتجنب الإجهاد الوظيفي
- رصد المؤشرات التحذيرية للإجهاد الوظيفي: الانتباه إلى حدوث أي تغيرات في الصحة الجسدية والنفسية، وطلب مساعدة الأخصائيين عند ملاحظة وجود حالة من القلق أو تغير المزاج أو فقدان الشهية أو غيرها من المؤشرات المذكورة أعلاه.
- ترتيب الأولويات: دراسة بنود الجدول اليومي وإعطاء الأولوية للأشياء المهمة أولاً، مع تحديد فترة لا تتجاوز 8-10 ساعات للعمل، والحرص على توفير الوقت الكافي للنوم وممارسة الرياضة، ومحاولة تخصيص بعض الوقت للعادات والهوايات الشخصية، مثل المطالعة أو التأمل أو اليوغا، على سبيل المثال.
- رسم حدود لما يمكن القيام به: الحرص دوماً على تقدير الوقت والجهد اللازمين للقيام بأي شيء، سواء أكان يتعلق بالعمل أم لا، قبل التعهد بالالتزام به. قد لا يكون من السهل رفض طلبات الآخرين، خاصة إذا كانوا من رؤساء العمل أو الأصدقاء المقربين، لكن من الضروري رسم حدود لما يمكن القيام به، وسرعان ما سيحترم الآخرون ذلك.
- الاستمتاع والامتنان: من المهم جداً الشعور بالحماس لما نقوم به والاستمتاع به، فذلك يمنح الإحساس بأن لحياتنا معنى وهدف. لذلك، يجب الابتعاد عن النشاطات التي تستنزف الطاقة بقدر الإمكان والتركيز على الشعور بالامتنان لما نمتلكه.
- تخصيص وقت للاستراحة: تساعد فترات الاستراحة، سواء أكانت لمدة 5 دقائق أم لعدة أيام، على تجديد الطاقة والقدرة على الاستمرار بالعمل. فإذا كانت الآلات تحتاج إلى وقت للتوقف والراحة والتزود بالوقود، فما بالك بنا نحن البشر؟