في إطار الاستعداد للاحتفال بيوم القلب العالمي 2019، تظل العلاقة بين صحة الأسنان وصحة القلب محط نقاش واهتمام في الأوساط الطبية، فهي ما زالت قيد الدراسة والبحث والجدل رغم ظهور الاعتقاد بأن صحة الفم والأسنان تعد من الأسباب المحتملة للإصابة بأمراض القلب منذ أكثر من قرن.
فعندما تسوء صحة الفم والأسنان، يزداد خطر حدوث الالتهابات البكتيرية التي تنتقل عبر الدم ويمكن أن تؤثر بدورها على صمامات القلب، خاصة الصمامات الاصطناعية، كما يمكن أن تؤدي إلى حدوث أمراض الشريان التاجي.
ينظم مستشفى "كليفلاند كلينك أبوظبي" على مدار شهر سبتمبر حملة "تعرف على قلبك"، التي تهدف إلى توعية الجمهور حول أهمية اتباع أسلوب حياة صحي وأفضل السبل الفعالة في الحد من خطر الإصابة بأمراض القلب.
وحول هذه المسألة، قالت د. غورجيوت باجوا، استشارية جراحة القلب في معهد القلب والأوعية الدموية والصدرية في مستشفى "كليفلاند كلينك أبوظبي": "أتذكر أننا أجرينا في ديسمبر 2017 جراحة معقدة لشاب مصري كان قد أصيب بالتهاب في أسنانه ثم التهاب حاد في الشغاف إثر اقتلاع سنه. انتشر الالتهاب الخطير في الجسم عبر الدم وألحق الضرر بصمامات القلب الأربعة مما اضطرنا لتبديلها كلها".
لقد ربطت الدراسات، على مر السنين، بين أمراض اللثة وزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب، لكن ما زالت هناك حاجة لمزيد من الأبحاث للتوصل إلى فهم كامل لهذه العلاقة المحتملة وتقديم أدلة مثبتة علمياً على وجودها. ومهما كانت درجة التأكد من العلاقة بين صحة الفم والأسنان وصحة القلب، من المهم جداً الاهتمام بصحة الأسنان من خلال الحرص على تنظيفها بالفرشاة والمعجون وخيط الأسنان وزيارة طبيب الأسنان بشكل منتظم.
من جانبه، أكد د. مروان عطروني، استشاري طب الأسنان في معهد التخصصات الجراحية الدقيقة في مستشفى "كليفلاند كلينك أبوظبي"، أحد مرافق الرعاية الصحية عالمية المستوى التابعة لشركة مبادلة للاستثمار، أن "بعض مشاكل الأسنان قد تزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب، بما في ذلك خراجات الأسنان التي تؤدي إلى دخول البكتيريا الضارة إلى مجرى الدم مما يسبب ما يعرف بالتهاب الشغاف، الذي يمكن أن يحدث ضرراً خطيراً في القلب، والتهاب اللثة الذي يسبب الكثير من الضغط على الجهاز المناعي ويؤدي إلى حدوث الأمراض لدى الأشخاص المعرضين للخطر".
وأضاف د. عطروني: "يمثل فحص الأسنان جزءاً مهماً من الاستعدادات والإجراءات الاحترازية التي يخضع لها المرضى الذين يحتاجون لجراحة القلب".
إضافة إلى الحفاظ على صحة الفم والأسنان، ينصح الأطباء بالحفاظ على الصحة بشكل عام واتخاذ التدابير الوقائية، التي تتضمن اتباع نظام غذائي صحي وممارسة الرياضة والامتناع عن التدخين، للقضاء على العديد من عوامل خطر الإصابة بأمراض القلب.
لمزيد من المعلومات ولمعرفة المخاطر التي يمكن أن تهدد صحة القلب والخطوات الممكن اتخاذها للحد منها، يمكن زيارة الموقع الإلكتروني knowyourheart.clevelandclinicabudhabi.ae.